2016

يسعدني قبل كل شيء أنني لا أعرف كيف أسامح

لأني لم أجرب أن أكبت غضبًا على أحدهم ..

هذه أولى بشائر السنةِ الجديدة والتي وعيتها للتو .

أنـوي في هذه السنة أن أتجرد أكثر من مثاليتي ، أن أكون كما أنـا .. أن أقرّ بتناقضي ، وأن أتقبل ذاتي كما أنـا

مثلًا لم تعد القراءة تغريني كما في السابق لذلك لم أتصنع خطةً سنويةً لها .

أتقبل عدم امتلاكي لأصدقاءَ حقيقين . هكذا أنـا لستُ مزدحمةً بالأصدقاء .

في هذه السنة ستنطوي صفحةُ حياتي الجامعية     -ربما- للأبد …  بذلك أضع نقطة النهاية لأكثر قصةٍ مملةٍ في حياتي امتدّت لخمس سنوات عجاف .

في هذه السنة ستبرزّ ملامح حياتي ما بعد الجامعية ، كم أنـا فضولية لهكذا لحظة !

في هذه السنة نويتُ أن أنشأ معملًا للفنيه في منزلنا . الغاية منه دينية بالدرجة الأولى . شخصية بالدرجة الثانية ، اجتماعيةٌ بالدرجة الثالثة

أمـا عن علاقة المعمل بالدين ، فلأجل أمي كان هذا المعمل ، ورثتُ منها حبَ الفن والجمال وأحببتُ ألا يتوقفَ شغفها بالمشاهدة فقط ، أردتُ أن تمارس الهوايةَ التي تحبها . هذا -بالنسبة لي- أكثر أمرٍ في الحياة يضمن عدم بقائها وحيدةً أبدًا .

 

روحي حديقةٌ خلابة ، ولكنها بحاجةٍ إلى – بستاني- يعتني بها ؛ هناك أشجارٌ تحتاجُ ماءً لتنمو ، هناك نباتات سامةٌ يجب أن تُقطع لتزرع أخرى مكانها

في هذه السنة ، سأتمركز حول ذاتي مجددًا من أجل زيادة مستوى وعيي وتطوري على المستوى الداخلي أولًا، الخارجي ثانيًا.

 

في هذه السنة -ربما- سألتقيك. ! سأخبركَ أنني دعوتُ الله لأجلك كثيرًا. – أكذب- لن أخبركَ شيئًا كهذا فأنـا لا أحبّ أن أكشف عن شغفي تجاه الأشخاص

يا إلهي. هل يتوجب عليّ أيضًا معالجة كبريائي في هذه السنة ؟ . لا أدري

 

في فضاء الاحتمالات، أتفائل باختيارات الله لي ..

لا أدري ما الخطة! ولكن خطةُ الله هي الأفضل

القليل من كل شيء

لماذا أجد صعوبةً في أن أكون أنـا كما أنـا ؟

أكثر شخص أرغب بفك شفرته هـو أنـا .. دائمًا ما أتخيلني

في مشاهدَ متعددة ، أتخيل ردة فعلي حيال الأشياء ورأيي بها

كم هـو صعبٌ في حالتي أن أكون وحيدة ، تلك الوحدة اللذيذة

التي تُربّي على الثقة والشجاعة والمسؤولية والاستقلالية والقوة … تلك أكثر الأشياء التي أريد الحصول عليها

وبما أنني مغرمةٌ بالخصوصية والاستقلالية ، فإن اتخاذ أول قرار شخصيّ لوحدي سيكون بمثابة أعظم يومٍ في حياتي

كنتُ أرفضُ فكرةَ العيش خارج مدينتي التي ولدتُ وعشتُ فيها ولا أزال ، ودائمًا ما أردد ذلك عند صديقاتي .. حتى أننا ذاتَ يومٍ كنا في جلسةٍ هزلية نسأل بعضنا أسئلة من نوع  : “طيب لو جالك واحد لؤطة بس برا الرياض، توافقين” كان جوابي فيما سبق : قطعًا لا .

ولو عاد حديثنا مجددًا لأجبت : قطعًا نعم ! حتى بدون “اللؤطة” أريد التخلي عن الرياض

صحيًا ممتاز! أعني أن هذا أكبر دليلٍ على أنني أتغير بشكلٍ دوريّ .

ولكن على الجانب الآخر ، سأسألك بعطفٍ وأنـا أتحسس وجنتيك .. سأرى عينيك المليئتين بالدموع وسأسألك بحنان : من الذي جعلكِ توافقين على التخلي عن أكثر مدينة يرفّ لها قلبك ؟

سأسأل نفسي سؤالًا كهذا وسأبكي لأن الجواب لاسع. من يعرفني بحق -ولا أحد يعرفني بحق- سيدرك أنني أحب الرياض بشكلٍ مختل ، حتى وجهها القبيح المكتضّ بالأشياء والبشر أحبه.

سوا أنني أشتاقُ إليّ . أشتاقُ إليّ بشكل باكِ .

هل أقول تبًا لمن أجبرني -بطريقةٍ غير مباشرة- على التضحية

بأحد الخيارين ؟ وهو يعلم أن كلاهما ثمينٌ بالنسبة لي

أحب الرياض وأعشقها ولكن بطريقة مسؤولة لا أرى أنها أهم مني ومن “العودة إلى حقيقتي الغائبة في داخلي”

لن أقول تبًا لشيء أو لأحد . بالنهاية أنـا وراء كل الأسلاك الشائكة في حياتي . الشماعّة التي اعتدتُ أن أعلّق عليها عُقدي ليست موجودةً الآن

واو مشهدٌ مُتقنٌ في المسؤولية!

غـرفتي هي وطني. هي القالب الذي أفرغ فيه ذاتي -بطبيعتها- . ما أجملها من لحظةٍ عندما أُقفل الباب مساءً لأعيش معي فقط مشاعرٌ عذبةً لا تُوصف . أشعر حينها أن الفرق الوحيد بيني وبين رئيسٍ ك “أوباما” مثلًا هو فرق مساحة الرئاسة فقط . فهو يرأس أمريكا بولاياتها وأنٓا أرأسُ غرفتي الصغيرة . مملكتي. عالمي الحقيقيّ. أدرك أن شعورًا كهذا طفوليٌّ للغاية ولكن هكذا أصبحت ! .

لو خـرج المارد السحريّ يومًا ليسألني عن حلمي

سأخبره

“القليل من كل شيء” !

تجربة (١) 

كنتُ ألعب معه بحماس متجاهلةً كل ما حولي من الأشياء والأشخاص ، أُصرّ هذه المرة أن أنتصر عليه لأثبت جدارتي في هذه اللعبة سوا أنني سمعتُ صوتَ بكاءٍ مفاجئٍ بجانبي قطع عليّ استغراقي في عالمي 

اضطررتُ لإيقاف اللعبة ، التفتتُ إليها .. 

– اه . ما القصةُ هذه المرة ؟ 

أمطرت عينا الصغيرة بغزارة وبدأت تتحدث حديثًا باكيًا حانقًا استمرّ لدقائق 

كنتُ فيه المدانة . أنـا عمتُها ! 

كانت غاضبةً مني بشدة لأنها لم تحظَ بنفس الوقت الذي حظي به أخوها معي وأنني لا أعطيها قدرًا من الاهتمام كما أعطيه وأنني ألعب معه أكثر منها وأنني لا أكترث لحديثها كما أفعلُ معه وأنني أحب الجلسةَ معه ولا أحبها .. وأن لديها الكثير من الألعاب التي لم أجربها بعد وأنني باختصار “ما أعطيها وجه”! .

أخوها حاول الدفاع عن نفسه أخبرها أنه يجب أن أقضي معه وقتًا كافيًا كما سأقضي معها وأنه يود اللعب معي مثلها ..

ولكنها كانت في أوج غضبها منه ومني لذلك لم ترحب بمداخلته أبدًا ..

توقفتْ فجأة لتجدد أنفاسها ،، ثم عاودتْ البكاء والحديث معًا 

استكملت عتابها ، بكت كثيرًا وكأنها نهاية العالم … 

تحدثتْ لحين أن انتهى مخزونها … صمتت تنتظر مني ردًا .. 

ابتسمتُ ، فتحتُ ذراعي … 

: “طيب تعالي” . 

احتضنتني بتثاقلٍ أجادت تمثيله .. ثم بدأتُ بلطفٍ أفنّد اتهاماتها الواحدةَ تلو الأخرى 

خرجنا في نهاية الجلسة بالتالي :

تقسيم وقتي بالتساوي بينها وبين أخيها الأكبر ويتم ذلك باستخدام المؤقت لتجنب أي زيادة غير عادلة عند أحدهما . 

طلبتْ مني قضاءَ أربع ساعاتٍ يوميًا معها ، يا إلهي هذا كثيرٌ للغاية ! ولكنه أخف وطأةً مما اقترحته عليّ في آخر الجلسة : “أبيك تنامين عندنا ألف يوم” .  

– توووووت! سأفترضُ أنني لم أسمع شيئًا و ، حسنًا. لكِ أربع ساعاتٍ من يومي .

بهذا الاتفاق انتهى ذلك اليوم على خيرٍ وحب  

تلكَ الأيام القليلة التي قضيتها في بيتِ أخي كانت من ألطف أيامي 

شكرًا للطفلين اللذين منحاني شعورًا جديدًا عذبًا للغاية … لم أتخيل كيف يكون الشعور عندما يتنازع اثنان عليك … مشاعرٌ يصعبُ وصفها ولكنني إن شئتم أن أحاول فسأقول أنها مشاعر رضى ذاتي مرتفع .. تشعر أنك مقبولٌ بما يكفي أن يُتنازع عليك ! شعورٌ أكثر من مرضي ، تشعر بأنك محبوب بما يكفي أن يبكي أحدهم لكي يقضي معك المزيدَ من الوقت ، يالله إنني متخمة بهكذا شعور! 

أحسستُ بمسؤولية أيضًا تجاه هؤلاء الأحباب ، مسؤولية تقسيم الوقت لإرضاء الجميع ..  هذا من جانب 

أمٓا الجانب الآخر من المسؤولية هو أنني بدأت أتسائل ما الذي سأعطيه لهم من قيمٍ ونصائحَ مبطنة خلال الأيام القليلة القادمة لأن نزاعهم ذلك اليوم تصريحٌ واضحُ النوايا مفاده أنني محبوبتهم التي يودون قضاء يومهم معها وهذا يعني أن قابليتهم للتأثر بكلامي وأفعالي كبيرةٌ جدًا لذلك يجب أن أكون قدوةً بخفاء . 

هذا المزيج من المشاعر ، الرضاء الذاتي و المسؤولية وقبلهما أن (يُتنازع عليّ) . كلها تعد تجربةً جديدة عذبةً للغاية. 

أجدد شكري للطفلين ، أحبكما ، وأرجوكما أرجوكما كلما أحسستُ بالوحدة .. تعالا إليّ ، و جددا تنازعكما عليّ .. هذا سيملأوني ضجيجًا من جديد . 

تركيب الحروف العربية على هيئة كلمات، تتشكل الكلمات في النهاية لتكوّن تحفةً أدبيةً خلابّة
موهبةٌ كهذه لا أود أن تختفي .. 

سأدرّب نفسي على الالتصاق أكثر بمدللتي مدونتي 

وأكثّف ممارسة الكتابة ، إنه شعور عذب إن لم تجربه فحاول. 

تدوينةٌ رشيقة هذه المرة! النعاس يهزمني . وداعًا

إليك . 

دائمًا ما يُقال أن الزواج عبارةٌ عن نصفين اجتمعا ليكملا بعضهما .
هل هذا يعني أن بحثي عن “القرب من الكمال” ليس مجديًا بعد الان ؟
للأسف ، أفكر بك في أكثر لحظاتي البائسة، يسول لي شيطاني أنك المخلّص من كل شيء ..
أنهر شيطاني كل مرة .. أذكر نفسي مجددًا أن الأمر بيدي ، ويدي فقط ..
لحسن حظك ستلتقي بي ، ستحبني حبًا جمًا.
ستحبُ كل شيءٍ له صلةٌ بفتاتك ، كما سأفعل أنـا اتجاهك .
وتكتمل بهجتي إذا ما أحببت عنادي وكبريائي ، هذان الاثنان يتفوقان عليّ دائمًا .
سأعوّد نفسي على الاتكاء عليك ، تحمل عدم اعتيادي على التخلي عن كبريائي ..
ستحب أخطائي ، وعاداتي الغريبة ، ولزماتي الكلامية ، ولهجتي الملونّة التي تتبنى من كل ديارٍ بعضًا من كلماتها ، حتى صار لساني ملونًا يصعب تمييز لونه الأصلي . لذلك تتعجب صديقاتي دائمًا عندما أخبرهن بحقيقة انتمائي لديار الأفواه المغلقة .
اطمئن ! رغم أنني أنتمي لتلك الديار سوا أنني لا أشبههم في كل عاداتهم البائسة
ولكن إذا ما تحدثنا عن التجارة فدمي “قَصيميٌ” بحت !
أرجو أن تسمح لي باختيار أسماءٍ لأطفالنا ، هذا الهاجس بدأ منذ أن كنتُ طفلةً في العاشرة ولا زال .
أطلب مني أن أريك تلك الورقة التي اصفّر لونها ، قد ملأتها بكل اسمٍ أحببت أن أسمي به أطفالي ، ربما هذه الورقة هي أقدم ورقة أمتلكها في حياتي …
أطلب مني أن أريك وجهي الحقيقي! أوتعلم؟ شيء كهذا لا يأتي بالسؤال .
أرجو أن يرتاح قلبي لك بما يكفي أن يريك وجهي الحقيقي.
هذا لا يعني أن قناعي شريرٌ أحمق ، فهناك الكثير من الأقنعة الطيبة التي لا تضمر شرًا لأحد .. الـ “الميك أب” على سبيل المثال قناعٌ يزيد الفتاة جمالًا (أحيانًا) هذه هي وظيفته الطيبة فقط ولا شيءَ آخر .
كن حُرًا واسمح لي بالحرية .. الحرية الراقية الطيبّة ، التي لا تلحق الضرر بأي منا .
سأعترف! (الطيور على أشكالها تقع) مقولة كهذه ترعبني أحيانًا وتبهجني أحيانًا !
ولكن بشكل عامٍ جدًا . ما دمتُ تشبهني فهذا أكثر من رائع بالنسبة لي
ولكن شُذّ عني في “وسواس النظافة” ما استطعت !
ونتيجةً للمقولة أعلاه فإنه يسعدني انتظار رفيقِ حياةٍ حسن النية ، صادقُ القلب والقصد .
ذلك لأنني لا أعرف من “اللكاعة” سوا اسمها . سأحظى بك بريئًا واضحًا مثلي .
سلطةُ صفاتك الحسنة ، سأحظى بها أيضًا
أتوق لحديثنا “الفصيح” معًا . متحمسةٌ لقراءة الرسائل الأدبية التي ستكتبها لي . سألقي عليكَ كل القصائد التي أحفظها فأنـا بارعةٌ في الإلقاء . ستستمتع كثيرًا
ونتيجةٌ أخرى لالتقاء الطيور المتشابه ، ستجد صعوبةً عندما تبدأ بتفضيلي على الطعام اللذيذ ، ذاك لأنك تحب الطعام الشهيّ كما تحبني . لذلك احرص على دعوتي على الكثير من المطاعم التي تقدم لذيـذ الطعام سأكون أنـا والطعام أمامك . يا إلهي حبٌ على حب!
ما أجملك وأنت لا تحب الطهو في المنزل ، هذا ذوقٌ يناسبني تمامًا فأنـا دائمًا ما أخرج من معارك الطهو بهزيمةٍ ساحقة .
لديّ إيمانٌ لا يعجبني كثيرًا وهو أن رؤيتي وتواجدي في كواليس الطبق يفقدني قيمته ولذته ، فالطعام الذي أطهوه نادرًا ما أشتهيه وقس على ذلك كل شيء .
الأشياء الغامضة هي الأكثر فتنةً بالنسبة لي ربما لأجل ذلك لا أحب التواجد في كواليس الأشياء .
اقرأ عني كثيرًا . أنـا الحمل ، أي برجٍ أنت ؟ كن أي شيء سوا أن تكون سرطانيًا مائعًا.
أو عقربًا كائدًا.
يكفيني أن تنظر في عينيّ عندما تحدثني
يكفيني أن تصغي إليّ
يكفيني أن تحاول فهمي
يربكني خيالي تجاهك وأنت تقرأ هذه السطور
أتفائل أنك ستبتسم بدفء وستحمد الله عليّ
لنحيا معًا
ونهرم معًا
ونموت معًا

تجربة تطوعية 

السلام عليكم والرحمة ..
سأحدثكم اليوم عن تجربتي الجديدة في التطوع في إحدى مؤسسات الرياض ..
لستُ حديثة عهد بالتطوع ولكنني حديثةُ عهد في هذه المؤسسة ..
رغم أنني كثيرًا ما أتخذ جانبًا سلبيًا من التطوع بصورته الحالية التي أراها في مجتمعي
ولكنني في الحقيقة لم أتطوع لذات التطوع ، وإنما لأجل البحث عني ..
الاحتكاك بأشخاص جديدين في حياتك ..
الذهاب إلى أماكن جديدة ..
هذه الأشياء من شأنها أن تساعدني على معرفة نفسي بصورة أكبر وأكثر عمقًا ..

لأنني إن كنتَ حريصًا على قراءة التعريف الخاص بي ستجد أن أول كلمةٍ كتبتها هناك هي كلمة (إنني كعكة)

-أود النتبيه إلى أن صفحة التعريف الخاص بي تتحدث باستمرار-
وأعني بكعكة أنني مزيج من أشياءٍ كثيرة ، سوا أنني لم أصل لشكلي النهائي بعد ..
ذلك ما جعلني أعيشُ شهورًا من العشوائية واللا عمل .
كنتُ قد ابتعدتُ عن الاختلاط بالآخرين بشكلٍ مقيت .. بعد أن كانت أيامي حافلة بالنشاطات والتطوع قبل سنةٍ من الآن .

لم أسمح للشعور بالضياع أن يتملكني ، لذلك اخترتُ الانضمام مجددًا إلى صفوف المتطوعات في مكانٍ لم يسبق لي زيارته وقد عنيتُ ذلك ..

تُضاعف النتائج بالتأكيد عند تجربة الأشياء الجديدة وهذا ما أردت .
وقد حصلتُ على مُرادي بفضل الله ..

وكشخصٍ جديد في مؤسسةٍ تكتض بالجمال و المواهب و البشر رحبتُ بشعور -الهامشيّة- الذي انتباني وكان بدهيًا أن ينتابني !
ليس من السهل أن تعرف ما هي قدراتك وترضى بما دونها ! لم يكن شعورًا طيبًا و لا سهلًا ولكنني رحبتُ به على أية حال في سبيل الوصول إليّ .

ورغم أنني لم أوضع في المكان الصحيح إلا أنها كانت تجربة ممتعة نسبيًا ، حظيتُ فيها بلقاء الكثير من الأشخاص الذين يشبهون بوظةً زاكية في حر الصيف . كانوا رائعين جدًا .

كذلك المؤسسة ، كانت رائعة وأحببتُ فيها الكثير من الأشياء ..

 قبل استقبال الزائرات كانت تدور إحدى المتطوعات علينا وهي تردد : جددوا النية ، أخلصوا النية وجددوها.

بالتأكيد نواياهم أسمى من نيتي وهي نوايا لله فقط.
ولكنني بالمقابل لا أريد أن أستصغر نية “معرفة الذات” فهي نية شريفة
أمـا محاولتي في -دمج- النيتين لم تكن ناجحة ، لا أريد أن أدعّي لله شيئًا لا أمتلكه فأنـا لا أكترث بمساعدة الآخرين في حالةٍ كهذه

وبسبب إهمالي الطيّب حفظتُ التدوينة هذه منذ شهور دون إكمالها أو نشرهـا .. لذا قررت المحكمة نشرها مقطوعة .

ما بعد التجربة : 

مررتُ اليوم -وبعد شهور من هذه التجربة- بالمبنى الذي أقيمت فيه الفعالية 

 لم ينبضّ قلبي بل على العكس وجدتُ شفاهي تشكلت على هيئة (تكشيرة) ، أظن أن الداخل كان يتحدث 

أهلًا بحديثه، ولأجله … لن أعيد الكرّة … 

 

أنـا أعي شيئًا فشيئًا. إنني أكبر
وهذا خبرٌ ليس بالسعيد ولا المذهل .

ما أعذب غموض الأشياء ، وما أجملنا محمّلين بالسعادة ولا نعي غيرها ونظن أن الحياة خيّرة و وردية وأن الأشرار ليس لهم وجودٌ إلا على شاشة التلفاز ..
ما أعذبنا أطفالًا جُهّالًا سُذّج .

يؤسفني أنني بتُ مؤخرًا أحن إلى مدونتي في أشد لحظاتي حزنًا ، إنه شيءٌ ليس لصالحي
ليس طيبًا أن أقرأ مدونتي بعد مضي زمنٍ لأسترجع سلسلةً من الأحداث الحزينة
يجب أن يكون الفرح حاضرًا ومنتصرًا على خصمه وسأحاول جاهدةً تحقيق ذلك .

إحدى صديقاتي كنتُ معها لسنواتٍ كثيرةٍ جدًا كنت أراها أختًا قبل أن تكون صديقة ..
فكنتُ أحدثها كما تحدثُ الأختُ أختًا لها..
أخبرتها عن أشياءٍ لا تُقال إلا للشقيقة …
كنتُ كتاباً مفتوحًا لها .. كانت الأولى في حياتي ..
ولكن النعمة النقمة أنني وعيتُ يومًا. كبرتُ يومًا لأجد أنها لم تحدثني يومًا عن خفاياها كما كنتُ أفعل ، ولم تعاملني يومًا كالشقيقة كما كنتُ أفعل ، ولم أكن الأولى في عالمها كما كانت .
لقد كان أشبه بالاستيقاظ من حلمٍ جميلٍ امتدَ لسنوات. لم أعد أكتفي برؤية القشور
أصبحتُ أكثر وعيًا بشأن الأشياء التي لا تُرى بسهولة .
والنتيجة لم تكن طيبةً بالتأكيد ، شعرتُ أنني كنتُ أعيشُ في خدعةً محبوكةٍ من فتاةٍ وعت قبلي بزمنٍ طويل ، واستغلت مكر النساء في الحفاظ على صداقتنا غير المتكافأة .
إنني أحبها بالمناسبة ولو التقينا مجددًا لاحتضنتها شوقًا ، لكنها لا تقبل بالأحضان ! ، تحب أن تكتفي بسلامٍ بارد . للتو وعيتُ أنني كلما حاولتُ احتضانها كانت تبتعد عني . للتو ، للتو!
يا إلهي ! لو استمريتُ بطفولتي فالأمر يزداد إثارةً للشفقة ..
ولو كبرتُ أكثر فالأمر يزداد شعورًا بالوحدة والخوف ..

أصبحتُ أحلل كل شيء .. وأدرك أن خلف ابتسامة أمي هناك قصةٌ أخرى .. وأن خلف تصرف أختي معنى ومعزى

أفتقد الجمال الكامل ، والسعادة الكاملة التي كنتُ أمتلكها في طفولتي
وكانت أكثر الأخبارِ وحشيةً على وجه الأرض هو أن
الأشرار في شاشة التلفاز ليسوا سوا انعكاسٍ للأشرار الذين في كوكب الأرض
إلا أن الفارق الوحيد هو أن الأشرار في عالمنا أكثرُ وأخبثُ من الأشرار على شاشة التلفاز .

لا يجدر بي أن أبتسمَ بعد استيعابِ خبر أسودٍ هكذا ، ولكنني لا أزال أمارس التفاؤل .. وأكثر ما أفعله في يومي هو أن ألقي ابتساماتٍ طيبةً بلهاء على الجميع .

يؤلمني أن الذين كنتُ أراهم ملائكة في طفولتي لم يعودوا كذلك ..
يؤلمني أن أحبابي مليئون بالجروح الخفيّة التي أعرفها مهما أخفتها تصرفاتهم السعيدة ..
يؤلمني أن أهم الأشخاص في حياتي يملكون الكثير من الآلام .

يصر نُضجي أن يخبرني أن هناك حقيقةٌ مخيفةٌ دائمًا . يصرّ نضجي على أن يفقدني سعادة الأطفال ، وأن يفقدني سذاجتي وحُسن نيتي
يصرّ نضجي أن يُصعّب عليّ الحصول على السعادة يصرّ أن يجعل الطريق طويلًا ومعقدًا لكل شيء.

ورغم ما تلقيته من لسعاتٍ كانت ثمنًا لوعيي ونضجي أدرك تمامًا أنها البداية ..
وأنني حتى الآن لم أكبرُ بما يكفي ولم أنضج بما يكفي ..
يبدو أن الطريق طويلٌ وشاقّ .

/home/wpcom/public_html/wp-content/blogs.dir/eac/21422323/files/2015/01/img_1924.jpg

تبًا! إنني حزينةٌ مجددًا!

للتو أيقنتُ بأننا شعبٌ متعدد الوجوه ..
السبب صغيرٌ جدًا ..
إننا لا نقبل الآخرين على حقيقتهم التي تخالف
ديننا أو عاداتنا أو ما درسناه سلفًا
وفي إطارٍ اجتماعيّ :
فمبادئ الكبار تُعمم على الجميع
إنني أتسائل بحزنٍ جريء :
كم وجهًا أمتلكُ حتى هذه اللحظة …. !

قريبتي تمتلك حسابًا انستجراميًا مهجورًا
وضعتني فيه أنـا وبقية العائلة مُدعيّة بذلك أنه حسابها الوحيد وضعت به القليل من الصور العادية (وجه رقم ١)

بالصدفة وعن طريق إحدى الزميلات علمتُ أنها تمتلك حسابًا آخر يُحدّث بشكل دوريّ
تضع فيه صورًا لها وهي بكامل زينتها (وجه رقم٢)

أنـا لن ألومها ولكن الآخرين سيفعلون .
لن يتقبلوا فكرةً تُخالف مبادئهم وستُحارب مليًا
وإن لم تتبُ عن ذلك فلربما خوصمت وهُجرت
أو أصبحت محل استصغارٍ من الآخرين في أقل الاحتمالات
حتى لو لم يتحدثوا ، عيونهم وقلوبهم تقوم بالمهمة

لأجل ذلك تكثّرت أقنعتنا ولم نعد نعرف بعضنا حق المعرفة … أصبحنا ندعّي شيئًا في حين أننا نفعل شيئًا آخر .

انتمائنا المقيت لاسمٍ أو قبيلةٍ أو منطقةٍ أو منصب ، تُحتم علينا التصرف وفقًا لما يتوقعه الناس منا في ذلك المكان .. ولأننا نقدّس القيل والقال تكثرنـا وتكثرت أقنعتنا .

من جانب آخر يصعب على قلوبنا أن تتسع لمحبة الجميع ، ولتقبل الجميع على اختلافاتهم ..
نحنُ لسنا ملائكةً ولن نكون ، فمن الذي أبـاح لنا الحكم على الآخـرين وتقييمهم ؟
من أقرّ بصحة المعايير التي نمتلكها والتي أباحت لنا تصنيف الآخرين وفقًا لها ؟
من أوهمنا أن الله اصطفانا وأن الجنةَ -قطعًا- لنا ؟

نحن متغطرسون بطريقةٍ ملتويةٍ عجيبة .

تكمن غطرستنا في أننـا نتغافل عن الأمثلة الدينية التي تؤكد استقلالية الإنسان فكرًا ودينًا وأن الحساب يوم الحساب لن يكون على هيئة جماعية البتة ، ذلك لأننا لا نزال نخشى دائمًا من لمز الآخرين لنا فيما لو شذّ فردٌ من الجماعة عن الطريق الاعتياديّ المرسوم لكل فردٍ في هذه الجماعة ورغم أن لنا في نوح وابنه أسوةٌ وعبرة إلا أننا لا نزال نصرّ أن تقيّد الفرد بجماعته ، ونستنكر استقلاليته ، فمن أجل الهجمات النفسية و المادية التي ستواجه الفرد حين خروجه عن الطريق المرسوم يختار الفرد أن يرتدي قناعًا وهميًا مليئًا بالهدوء والسلام يجعل منه نسخةً من غيره تتوافق مع معايير الجماعة .

وكنتيجةٍ طبيعية لما يحدث ، أصبحنا منافقين بامتياز !
لأن النفاقَ هو الطريق الأسلم الوحيد الذي يضمن لنا أن تكون المياه في مجاريهٓا

بوسع الأقوياء أن يتخلصوا من أقنعتهم ويُـظهروا وجههم الحقيقيّ الوحيد ، ولكن هذه القوة تحتاج إلى نُضجٍ وأركانٍ راسخةٍ من شأنها أن تُجبر الآخرين على تقبل حقيقتهم أيًا كانت .
بلا فخرٍ أنـا لستُ قويةً بما يكفي للمواجهة
ولا أسعى للمواجهة التي تتعارض كثيرًا مع حدائق السلام في داخلي
سوا أنني أشعر أنني لم أجد ذاتي اللامعةَ بعد
فما أن أجدها > ستُحرق كل الأقنعة .

إنني أشتاقُ إلى الحقيقة … يؤسفني أن أقضي سنينًا طويلة مع أشخاصٍ مقنّعين .. وإذا ما كنتُ أشاركهم قناعي أنـا الأخرى فيحزنني أن الذي كان بيننا وإن كان عمرًا طويلًا وجميلًا هو لا يعدو كونه مجموعةً من الأوهام.

تسائل معي لماذا نحب الحديث مع الغرباء وما سر الراحة التي تنساق إلينا حينها ؟ ..

الكثير منا لا يرحبون بالحقيقة ! وإن ادعّوا عكس ذلك
ربما هذا ما زاد من شعبية الأقنعة هذه الأيام

جرب أن تقول لشخص ما : أنـا لا أحبك ! أو لا أظن أنك جذّابٌ بما يكفي ..

اقتلني إن رحب بصدقك! 

هل سيستمر الود بينكما ؟ 

حسنًا ، جرب أن تخبره شيئًا لا يخصه ولا يضره . مثلًا حدثه عن رأيك الشاذ اجتماعيًا في مساءلةٍ ما ، حدثه عن سوءك وأخلاقك الفاسدة  .

 بالتأكيد أنت لا نتنظر خيرًا منه بعد اعترافٍ كهذا!

 

لذلك وكاستكمال للسلام والهدوء والألفة فيما بيننا نختار أن نخفي الحقيقة أحيانًا!

أحب مدونتي رغم كل شيء لأنني أمتلكُ وجهًا واحدًا فيها ! وما يؤكد ذلك .. أن تدوينة كهذه لن أرسلها لكل الأشخاص المضافين في قائمة الأرقام لديّ لأن كثيرًا منهم لا يعرفون وجهي الحقيقيّ ولا يرحبون به . لذلك أنا سعيدة ومرتاحة لأن الكثير منهم لا يعلمون أمر امتلاكي لمدونة جميلةٍ كهذه . أخبرتكم أنا لستُ قويةً بعد ! كما أن حياتهم لن تقف على مدونتي – في الحقيقة –

تحيتي إلى أولئك الذين استطاعوا الوصول إلى وجهي الحقيقيّ الوحيد

بالتأكيد أنتم بيتزا حـياتي وأنـا أحبكم ولن أفرّط بكم
يكفي أنكم تحبونني أنـا كما أنـا ، لذا سأحرص على التشبث بكم ما حييت !

أنـا حزينة ..
أريد شخصاً وظيفته في هذا العالم أن يفهمني
ويتفهمني
ويرتب لي الأعذار الواحد تلو الأخر
أريده أن يتخيل رغباتي وكأنها رغباتٌ له
ويتخيل أحزاني وكأنها أحزانه .
يحب سعادتي ، يحب أن أستمتع
يحبني مدللة
ومتطلبة ..

إنني على استعدادٍ للتنازل عن كل هذه
الشروط في مقابل أن “يتفهمني” فقط
.. يكفيني ذلك ، ويسعدني جدًا.

أريده يفهم قصدي الثاني المخبأ في داخلي
يكشف دمعتي المخبئة
يعرف رغبتي المدفونة

قمتُ اليوم بتضحية كُبرى مُباركة
ولكنها فُهمت بشكل مسيء جدًا لي
التضحياتُ إن لم تُشكر فإنه يُسكت عنها
ولكنني لم أحصل على أي من هذه
بل إنني وُبختُ لأجلهـا
إنني حزينة . وليس بوسع كبريائي أن يعيش
يومه موضحًا للناس مقاصدي الشريفة

أعرف امرأة كالملاك .. ليست جميلة ولا صغيرة
ولكنها تنظر إلى عينيّ نظرة عميقة دافئة
لا أدري لماذا نظرتها أشعرتني برغبة في الحديث معها عن الأفعال البشعة التي قمتُ بها في مسيرة حياتي

نظرتها حنونة بما يكفي لإحساسي أنها ستبتسم بحنيّة عندما أخبرها أنني مارستُ كبائر الذنوب والأخلاق واحدًا تلو الآخر ، الأفضع فالأفضع
وهذا مجازٌ بالتأكيد
ولكنني أعني أن الله وهبها نعمة “التفهم” التي لم يهبها جميع خلقه ، ولو كان ذلك لما كنتُ حزينة وأكتبُ
إلى مدونتي في هذه اللحظة ..

هي ترى أن الأخطاء مسموحة ، كبيرها وصغيرها
وأن التوجيه الدافء كافٍ لجعل الناس يتوبون عن أخطائهم ..
هي تُحب الناس ولكنها لا تحب أخطائهم
وتؤمن إيمانًا تاماً أن الخطأ فعلٌ وليس إنسان
فالإنسان ليس مخطئًا بذاته ولكنه قد يمارس خطئًا ما

لو أنها قريبةٌ جدًا مني لما كنتُ حزينة هذه اللحظة
لو أنها قريبة ، لكنتُ حدثتها عن تضحيتي
ولباركتني ، واحتضنتني
وأخبرتني وهي تنظر إلى عينيّ كم هـي
تثق بي وتفهمني وتقدّر فعلتي ..

ولكن!
كما التقيتُ يومًا امرأة مثلها
فذلك يعني أن هذا الصنف الطيّب موجود في هذا العالم
وهذا أكبر خبر سعيد هذا اليوم
هذا يعني أن باستطاعتي لقاءَ شخصٍ آخر
يشبهها .. يشبه تلك النظرة الدافئة
التي لا يُفارقني منظرها.
لكِ الجنة يا سيدتي

أحبُ امتلائي بالتناقض ..
أحبُ نرجسيتي المتواضعة ..
إنني كالملوك لا أخضع ..
ومتى مٓا قاربت مشاعري على إغراقي
سكبتها في مكانٍ بعيٓد .
لا أبٓادر في الأحاديث القلبية ..
وكبريائي ليسَ مُباركاً ! فبفضله أشتاق
لكثير من الأشخاص الذين يشاكونني الكبرياء
فنلتقي في طريق الحُب كالنبلاء
كلن يسير لوحده مع حاشيته
حاشيتنا العزة والكرامة ..
لذلك نحنُ نخسرهم في سبيل ذواتنا
البشارة الجميلة هنـا أنني أحبُ نفسي قبل كل شيء. وهذا ما يجعلني أقدم كبريائي على الاعتراف لأحدهم .
إن كان لي من أمنية ، فياليتني ألتقي بأشخاصٍ يفهمون ارستقراطيتي ونبلي ويراعون من تحمله من تبعات!