ماجال في خاطري والذي سأكتبه الآن أبهرني ، لأن تركيزي على جودة اليوم (وتحسين هذه الجودة) هي
صفةٌ جديدةٌ في شخصيتي
لهذا يبدو لي أحيانًا أنني نضجت أو في لغةٌ أخرى أشعر أنني “شايب متقاعد” !!
استيقظتُ نهاية الصباح ، ثم استحميت ، ثم إلى اجتماعٍ قصيرٍ في الشركة … في تمام الثالثة انتهى اجتماعي ولكنني “تلكعت” “وهنا بداية الخلل” .. لم أخرج من المكتب سوا الساعة الرابعة والنصف … كنتُ بين نارين ، أريد تناول الغداء وإنهاء أمور عالقة ، وأريد الذهاب
والجلوس لدى ب في مقرّ عملها الجديد ..
أريد أن أنجز كل هذه الأشياء قبل غروب الشمس ، وهنا عقدةٌ أخرى اسمها “عقدة الليل” ولكنني لستُ
بصدد حلها الآن ولا أرغب بذلك …
ولاستحالة حصول كل ذلك في وقت قياسي قبل غروب الشمس قررتُ تناول الغداء ثم الذهاب لأختي ب ثم لاحقًا في الليل “تنازلت بمضض” أذهب لأكمل رحلتي ما بين المكتبة والسوبرماركت ..
وفعلًا هذا ما حصل ، خرجتُ من المكتب إلى الصيدلية والتي أيضًا أخطأت فيها عندما أوقفتُ سيارتي ونزلتُ بدون الحقيبة ، ثم بدأ القلق يملأوني وسيطرت على عقلي فكرةٌ تقول “كسروا سيارتك وسرقوا الشنطة” … نوعي “وسواسي قلق” ترك الحقيبة في السيارة كان خيارًا يزيد من حدة قلقي …
اتجهتُ بعد الصيدلية إلى الحب ب ، جلستُ هناك ما يقارب الساعتين كنتُ خلالها أتمرن على رسم “أشكال الوجه” تحضيرًا لدرسي الخصوصي بالغد … وخلال جلوسي هناك كنتُ أفكر في قطتي إذا ما كانت تشعر بالملل هذه اللحظة ..
مؤخرًا بدأ يؤرقني كثيرًا موضوع ترك قطتي في المنزل لساعاتٍ طويلة ، أحاول ما استطعت العودة في منتصف اليوم والجلوس معه
ثم عرضتُ على الحب توصيلها إلى المنزل ، بعدها توجهتُ إلى المكتبة ، كانت صاخبة .. تبقى أسبوع على المدارس .. لهذا بدت صاخبة …. الصخب يقلقني ويزيد من توتري … البحث الطويل لحين إيجاد موقف سيارة يزيد أيضًا من توتري … لم أخلق شخصًا نهاريًا “عبثًا” فأنا أحب وأنسجم مع الشمس وأحب إنهاء أموري في النهار عندما يبدو كل شيء هادئًا والناس نيام … خرجتُ من المكتبة وكنتُ مرهقة ولكنني لم أعفي نفسي من المهمة الأخيرة …. وهنا خطأٌ جديد ، ذهبتُ “بالقوة” إلى السوبرماركت رغم عدم “ضرورة” احتياجي ، أعني أستطيع الانتظار ليومٍ آخر .. وكان صاخبًا … وعانيتُ لحين أن حصلتُ على موقف سيارة … وزاد ارهاقي …. خيال قطتي لا يفارقني .. قلبي قلق من تأخري عليها … كان ذلك في تمام الساعة العاشرة النص ليلًا … يصلني اتصال يدعوني لتناول العشاء … قبلتُ الدعوة … وهنا خطأٌ جديد ، خطأٌ جديدٌ يالله! أنا مرهقة ولا أستطيع ، ثانيًا تأخرتُ على قطتي !!! … ذهبتُ وتناولت العشاء ثم عدتُ لمنزلي في تمام الساعة الواحدة ليلًا ….
ما أريد قوله أنني أنجزتُ الكثير في يومي هذا ، نعم صحيح .. ولكنه كان يومًا “قلقًا” … مرهقًا جسديًا وذهنيًا …
كان من الممكن اتخاذ قرارات أفضل من شأنها أن تجعل صحتي النفسية اليوم أفضل ….
على أين … سأموت هذه اللحظة من النعاس .. ولا أدري هل كانت كتابتي لهذه التدوينة بالفصحى صحيحًا أم أنها “سلطة” …
أنا أتقبل أخطائي .. وشكرًا ! أنا فخورةٌ بهذا التطور الرهيب … ففي الماضي لم يكن يعنيني ولا “نقطة” كيفية مسار اليوم … و “جودة اليوم”
الآن أنا في مرحلة المراقبة وهي بداية التغيير
كل الحب لنورة ….