لم يعد الحديث مع أختي يريح قلبي

ولكنه لا زال يلهمني ويسعدني ..

تخبرها العرافة أن فردًا ما في عائلتي وقد وصفته بأن (ذكر يصغرها سنًا) يبدو مفقودًا في الخريطة ..

تسألها أختي : هل سيموت ؟ تمتنع العرافة عن الإجابة .

ينقبض قلبي جدًا ، ولكنني أتجاهل الموضوع .. اششش

مر زمنٌ لم أكتب إليّ .

مرحبا نورة .

نحن في نهاية شهر جون وقد بتُ مؤخرًا أكتب أهدافًا شهرية لذلك بدأتُ أعي تمامًا سير الأيام والأشهر ..

حياتي تسير بطريقةٍ تشبه الحلم ، ولا أعني بذلك حلاوتها أو مرها .. بل هي حياةٌ لا تشبه نورة السابقة ..

يخيل لي أحيانًا أنني أمتنع عن التحرر من نسختي السابقة ، لأن الشعور “بالحلم” لا زال يرافقني حتى الآن .. رغم أن المستجدات التي طرأت على حياتي أخذت دورتها الكاملة وليست وليدة اللحظة ..

في هذا الشهر حللتُ شفرة حياتي ، وأخيرًا .. وأخيرًا جدًا ..

أورانوس ونبتون يتوجدان في البيت الأول من خريطتي الفلكية وهذا يعني الكثير من التشتت والشوشرة في حياتي ..

أصدق هذا الكلام لأن الذي كنتُ أعاني منه كان بلا إجابة ، ظننتُ سابقًا إصابتي بـ ADD وهذا احتمالٌ واردٌ حتى الآن ، ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب .. يزيد الأمر تعقيدًا تعاكس كواكبي فطالعي جدي و شمسي حمَل وهما برجان متناقضان كالجنة والنار ..

هدأتُ قليلًا عندما عرفتُ هذه الحقائق الجديدة عن نفسي ، الآن أقرر مراسلة أختي التي لطالما اتهمتني بالمبالغة في إدعاء إصابتي بـ ADD ، ولأنها تؤمن بعلم التنجيم فستؤمن بما تقوله خريطتي عني .. حزنتُ قليلًا لأنني لم أُصدق فيما مضى وقد كان لزامًا أن آتيها بدليلٍ آخر يقنعها .. لا يهم ، أسهل ما أجيده هو الانخراط بالدراما .

بدأتُ منذ أشهر أفكر بالزواج والجدوى منه ، بدأتُ أسأل نفسي إذا ما كنتُ أرغب حقًا بالارتباط ، لماذا نعم ، لماذ لا .. لا تزال كفتي تميل إلى الحرية ، الاستقلالية ، عدم الارتباط .. لا أزال أفتقد الحكمة من الزواج لاسيما إذا ما انعدمت الرغبة بإنجاب الأطفال ..

عملي؟ أقرر تغيير المسار في عملي .. تغييرٌ جدري سيحدث في الداخل (ربما) ، بيد أن هذا التغيير داخلي لن يدركه سوا العاملين معي .. هذا التغيير مكلفٌ جدًا ومعقدٌ جدًا ، ولكن إذا ما نجحنا به فلنا الفردوس وما عليها ..

روحي تستقر ، يهديني الله ملجأً أهرع إليه كل يوم ..

قدمتُ منذ يومين لقاءي الأول على العلن ، امتلأت القاعة بالحضور ، اكتساني شعورٌ بالهدوء والحكمة .. كنتُ جيدةً جدًا في الحديث – كما عهدتني –

أرغب بالنوم الآن، لا شيء سوا النوم .. أظنأنه لا يزال في جعبتي المزيد ، ربما لاحقًا.

يستدل الستار عن الحكاية التي بدأت منذ سنةٍ أو يزيد ..

اشتدت أحداثها قبل شهرٍ من الآن في تلك الليلة المشؤومة ..

يحصل أن يقول الله لرحيله لتلك الديار أن يكون ، فكان بالأمس ..

ولا تزال هذه الحكاية فصلٌ لا يتجزأ من الحكاية الكبرى التي بدأت منذ سنين طويلة ، ولن تنتهي حتى يشاء الله ..

نمر الآن في فصلٍ من هذه الحكاية نستريح فيه أنا وأحبابي زمنًا (طويلًا إن شاء الله) ..

اليوم هو يوم العيد ، عدتُ وعائلتي من دبي .. قضيتُ صباح عيدٍ باهتٍ لم أحبه ..

الساعة الان الواحدة ظهرًا .. في غرفتي وعلى سريري الذي فارقته منذ شهرٍ كامل

رمضان مر بغمضة عين ، عشته بعيدًا عن البيت ، العائلة ، حتى عن الطعام الذي اعتدتُ تناوله في كل سنةٍ في رمضان .. حتى تلك المسلمة التي بداخلي والتي كانت تتهجد في الجوامع ، لم تعد كذلك .. رمضان جاء مختلفًا ورحل مختلفًا .. بعد أن أحدث فينا تجربةً جديدةً آمل أن تُعاد بحب … في زمنٍ آخر

تلك الأشياء التي تبهجني لم تعد كذلك ..

حلمت دائمًا بالاستقلالية والحرية ، وقد حصلتُ عليها .. أنا سعيدة ولكن ليس بالقدر الذي توقعته ..

كان الحلم كبيرًا جدًا ، وكانت مشاعري تجاه هذا الحلم هائلةً جدًا ، شعرتُ أنه الخلاص ، وأنها الجنة ..

ليس هذا فحسب ، بل كل أحلامي التي تمنيتها وتحققت .. كانت لامعةً جدًا عندما كنتُ أسعى لها ، وعندما حصلتُ عليها بدت عادية .. لا تستدعي البهجة المفرطة ..

هذا الاكتشاف بدأ منذ ثلاث سنوات .. عندما خسرتُ ما يقارب العشرين كيلو من وزني .. كنتُ أظن أن رشاقتي ستكون سر سعادتي ، وظلت أمنية الرشاقة حلمًا ورديًا يحلق بي كل يومٍ في خيالاتٍ مبهجةٍ لا تنتهي .. تحقق حلمي ، أصبحتُ رشيقة ، وامتلكتُ جسمًا فاتنًا كما حلمت .. سعدتُ بالتأكيد ولكن ليس بقدر السعادة التي ظننتها ستكون قبل أن يتحقق هذا الحلم ..

هذه الأيام أسافر لوحدي لأي مكانٍ أشاء ، أعيش لوحدي ، أقرر قراراتي الخاصة لوحدي ، لم أعد أحصل على كلمة (لا) من أمي .. تقرر أمي أن تكون راضيةً عني بذات الطريقة التي حلمتُ بها .. أن أعيش حقيقتي المطلقة برضاها .. لقد تحقق .. أنا أعيش أحلامي تمامًا .. ولكنني لستُ مبتهجة .. الآن . والآن تحديدًا في الطائرة .. لوحدي .. بكامل استقلاليتي وحريتي .. في طريقي لزيارة أهلي مجددًا في دبي في الثامن والعشرين من رمضان .. اخترتُ عدم ممارسة شيء في هذه اللحظة سوا تأمل حياتي وأحلامي المحققة .. هذه الأيام ذكرتني بشكلٍ مباشر بما حل لي عندما تحقق حلم الرشاقة توقعات عالية ، ثم حقيقة مختلفة .

تحقق لي هذه الأيام حلمي الكبير والذي لا أستطيع البوح به (ح صغير) والذي “هو الآخر” بدا حدثًا سعيدًا كغيره .. سعيدٌ بشكلٍ هادئ .. وليس سعيدًا جدًا ..

محبطة قليلًا ، لأنني علمتُ حقيقة الأشياء التي أجري ورائها .. كل شيءٍ يبدو لامعًا ما دام بعيدًا عنا .. منذ اللحظة التي نصل بها لأحلامنا يختفي بريقها ..

هذه الحقيقة علمتني أن أعيش الحاضر ، وأستمتع باللحظة .. فلا شيء مثير (جدًا) ينتظرني في نهاية الطريق الذي أسير فيه .. لهذا وجب علي أن أستمتع بالطريق كيفما كان ، وأستمتع بكل المحطات الصغيرة التي أمر بها من خلاله ..

هذه القناعة الجديدة لا تشبه عقلي ولا طريقة تفكيري التي اعتدتُ عليها .. و لا أدري هل لما حصل لي في أشهري الأخيرة وهو حلمي الكبير وما تبعه من تفاصيل وأحداث له علاقةٌ باكتسابي لهذه القناعة أم لا

– المعاد الصحيح لهذه التدوينة (٢ماي)

الامتلاء

كل ما أشعر به هذه الأيام هو الامتلاء

أعيش رمضانًا مختلفًا بعيدًا عن عائلتي .. منذ تلك الليلة المشؤومة لم يعد شيئٌ لما كان عليه

لا أزال أعيش تجربةً فريدة لا تشبه أي تجربةٍ عشتها من قبل ..

أيامي مليئةٌ بالسلام والأمان والحب..

زرت البحرين ليومين ، تناولت خلالهما طعامًا لذيذًا لا يشبه أي طعام ..

كانت أيامًا جميلة ، جميلةً جدًا ..

– المعاد الصحيح لهذه التدوينة (٢٧ماي)

أعيش هذه الأيام -وعلى الصعيد الشخصي- حياةً جديدة ..

إن كانت تجاربي “تهوري” فيما مضى كلها في كفة

وما يحصل لي هذه الأيام في كفة

لرجحت كفة أيامي هذه ..

وبالتأكيد ، ولأن ما حصل لي شيءٌ استثنائيٌ وغريب ومخالفةٌ صريحةٌ للعادات والتقاليد ولدين غالبية الناس فإنني لن أستطيع التحدث عنه هنا ..

بدأ “إبريل” بشكلٍ مختلف ، وظننتُ أنه سيكون الأكثر اختلافًا بين أشهر السنة ، ولكن “ماي” فاجأني ونسف أحداث “إبريل” جانبًا .. لا أزال تحت وقع الصدمة التي أعتبرها جميلةً جدًا ، وغريبة .. ولا تشبهني .. ولا تزال الصدمة الأخرى تلحقني .. صدمةٌ تشتتنا … وعدم استطاعتي العودة للمنزل .. في دبي أمي وصغيرتي ، سيعودان بعد زمنٍ غير معلوم .. وأنا هنا ، وحدي .. في مكانٍ تتمحور حوله الصدمة الأولى ..

لم أستفق من كل شيء .. ولا أدري هل ستعجبني حياتي عندما أفيق ، أم لا ..

أنا مطمئنةٌ هذه الأيام ، وأشعر بالأمان كما لم أشعر به من قبل .. قد تعلمتُ فيما مضى أن الأمان لدى العائلة ، في المنزل ..

قد كنتُ فيما مضى أعيش يومًا صاخبًا خارج المنزل ألتزم بأذكاري اليومية ، أحترس في كل تعاملاتي ، لا أثق بالغرباء .. ثم أعود للمنزل حيث أمي والأمان ..

لم أكن أعلم صورةً أخرى للأمان غير الذي عشت .. وهاقد جاء اليوم الذي قد أجد الأمان فيه بكل بقعةٍ في العالم إلا منزلنا .. وقد أكرمني ربي ووجدتُ أماني في مكانٍ آخر ..

أيتها الحياة ، مالذي تخبئيه لنا ؟

يذكرني صديقٌ لي بنعم الله علي ، يقول لي “تمنيتي هذه السنة ساعة رولكس وحصلتي عليها ، تمنيتي ….. وحصلتي عليه”

هذا ما يجب أن يكون ، مزيدٌ من الإشراق تجاه حياتي .. مزيدٌ من التركيز على نعم الله علي ..

يكرمني ربي بشهرٍ حافلٍ بالنجاح ، تتضاعف الطلبات اليومية في متجري .. ينضم لفريق عملي ثلاثة سيدات لطيفات .. ينمو متجري بمعدلٍ مرضٍ جدًا ..

أبدأ الاعداد لدورة رقميةٍ تخص مجالي في التجارة الالكترونية ..

أكتب الآن وأنا في الطائرة ، في طريق عودتي إلى الرياض الحبيبة ، قد زرت عائلتي في دبي ليومين .. اطمأننتُ عليهم .. واطمأنت أمي علي .. وبدت الحياة مستتبة ..

من الليلة العجيبة مرحبا

في خضم معركةٍ حلت كنتُ شجاعةً جدًا ، صلبة ، وأدعّي أن الأمور بخير ..

في خضم المعركة التي حلت والتي رُفعت بها الأسلحة والأثقال ، هرب بعض أحبابي هلعًا مما رأوا ، وبقيتُ أنا أحاول إخماد اللهيب بين الشياطين .. أصيبت يدي وقد سعد “المحارب” في داخلي لهذا الأثر الذي يُحكى للتاريخ .. وقد قُطعت جزءٌ من الملابس التي كنتُ أرتدي ..

كان حدثًا من خيال ، كعادة معاركنا .. لهذا كان كل شيءٍ متوقع الحدوث ..

يسقط قلبي عندما سمعتُ بالقرب من المكان صوتًا يشبه صوت “الرشاش” وقد تزامن ذلك في اللحظة التي فقدنا به صوته خلال المكالمة الهاتفية .. بدت لحظةً مريعة ، أعني اللحظة الأكثر عجزًا/خوفًا/روعةً في حياتي ..

خارت قوى حبيبتي .. رددت بصوتٍ ضعيفٍ مرتجف “إنا لله وإنا إليه راجعون”

لم أكن لأسمح لمشاعري أن تحل ، فلدي حبيبتي وصغيرتي يستمدون مني القوة ..

والحمدلله ألفًا أن ما حل كان رعدًا وبدت الأمور مستتبةً بعض الشيء ..

لا أستطيع سوا الحزن العميق عليه ، أحب ذلك الشيطان ولا أستطيع أن أفرح لما كاد أن يحل به

شكرًا نورة لأنكِ مجددًا كنتِ قوية،شجاعة

وقد اعتنيتي بالجميع وواسيتي الجميع وادعيتي الصلابة والهدوء في ملامحك ..

من السعيد أن ما حل اليوم سيكون حدثًا عابرًا في حياتي ، وقد كنتُ فيما مضى أبكي لوحدي زمنًا طويلًا بعد معركةٍ كهذه وأحصل على عددٍ من جلسات “اللايف كوتش” لشفاء روحي

أشعر اليوم أن روحي لم تتألم رغم فضاعة ما حصل ، هل أنا أرتقي ؟

فتاة الميلاد

بالأمس كان يوم ميلادي الخامس والعشرين ..

كنت سعيدةً جدًا، من بدايته حتى نهايته .. استيقظتُ على الصوت الذي أحب ، وسمعتُ أغنية الميلاد منذ اللحظة التي فتحتُ بها عيني للحياة في هذا اليوم ..

قررتُ أن أبدأ سنتي الجديدة بعطاء ، فكنتُ بالأمس بانتظار مستفيدٍ جديد من الجلسات الإرشادية المجانية التي أقدمها في مجال التجارة الالكترونية .. رغم أن ذلك المستفيد لم يستطع الحضور ولكنها كانت ساعةً جميلة قضيتها في منشآت بالحديث مع بعض الزملاء والزميلات ..

يدعوني للغداء صديقي محمد ، في “بيتوتي” ، وهو مطعمٌ صينيٌ جديد سيضاف لقائمة مطاعمي المفضلة ..

ذهبتُ بعدها إلى مكانٍ يحبني وأحبه ، وحصلتُ على هدية ميلادي هناك .. كانت اسوارة برج “الحمل” جميلة ولطيفة ..

بعدها ذهبنا إلى السينما لحضور dumbo تناولنا الـ “بوب كورن” و كعكة اللوتس ..

عدتُ مجددًا إلى ذاتِ المكان ، وهناك بدأتُ أستعد لعشاء الليلة ، وضعتُ الميك اب .. هذه المرة “روج” أحمر .. و “عدسات” هكذا قررتُ أن أميز مظهري في يوم ميلادي عن أي يومٍ آخر ..

أزور لطيفة صديقة عمري في مكتبها لننطلق هناك سويةً إلى حفلة العشاء التي كانت بدعوةٍ من صديقي عمر والذي قرر دعوتي و ثلاثين من أحبابي في okku وهو من أرقى المطاعم اليابانية في الرياض .. أستحي بالتأكيد من دعوة ثلاثين شخصًا، كما أنني لا أرغب بدعوةٍ أي شخص .. لذلك اكتفيتُ بدعوة خمسة أشخاص أحدهم كان لطيفة ، وأختاي ، و صديقتي بدور وزوجها ..

كنا بالمجمل سبعة أشخاص ، كان عشاءً لطيفًا كنتُ فيه الملكة .. ولا أدري إلى أي مدى سأحتاج شكرك عمر على لطفك وكرمك .. لم أنسى مباغتتك لي بسؤالك وسط ضجيج الأحاديث والموسيقى : Are you happy ؟

أعود للمنزل مع أختي وأختي .. كان الجو عليلًا جدًا .. وكانت حكاياتنا في السيارة شفاءًا لقلبي ..

أتناول كعكة ميلادي أنا وأختي .. ثم أصعد لغرفتي .. وأنام على ذات الصوت الذي أحب ..