مقاومة المشاعر يزيد من تواجدتها
تقبل المشاعر يساعد على تجاوزها ..
كانت نصيحةً ذهبيةً تلقيتها من “لايف كوتش” منذ يومين وتقريبًا جاءت في الوقت الصحيح ..
ثمرة هذا التصرف وبعد تجربتي تلخصت في الآتي :
– التحررٌ من “تأنيب الضمير”
– التصالح مع النفس من خلال الوعي بهذه المشاعر والسماح لها بشكل واعِ بأن “تطفو” في السطح .
هذه الأيام أتعرف على نفسي بشكلٍ جيدٍ جدًا ، أقول بصوتٍ عالٍ ولوحدي شعوري المزعج/المؤلم/المخجل الذي أشعره به الآن ، وقد كنتُ فيما مضى أحاول الهروب من هذه المشاعر .. أقاومها وأحاول وأدهـا ..
أجلس اليوم مع بنات أختي ، وأنا أدرك أن إحداهنّ -الصغيرة- متشبعةٌ بروح الغيرة والمنافسة .. جاء حديثنا عن مراهقة مشهورة تتلقى الكثير من التنمر ، أخبرهن عن وجهة نظري فيما يحصل ، هي غيرةٌ ظهرت على هيئة شتيمة .. عندما لا يستطيع الإنسان التعرف على هذه المشاعر يقوم بتحويلها بشكلٍ ساذجٍ -وبدون وعي- إلى انتقاد واستصغار .. أحاول تحويل مسار الحديثِ عني ، أعترف لهن : “تدرون اكتشفت إني أغار” ، ثم أخبرتهن عن انتقادي الدائم لبعض الناجحين المزعجين وأن انتقادي كان غيرةً مبطنة ، إن كان لي من أمنيةٍ هذه الليلة فهي أن تدرك حبيبتي الصغيرة مغزى كلامي ، وتتعرف مبكرًا على مشاعرها ..
نجمة لخالة نورة*
عودةٌ لمشاعري والتي اكتشتف أنها لا تشبه عقلي الواعي المتشبع بالمثالية والنضج .. إذا ما اتفقنا أن المسيّر الأول لهذه الحياة هو (العقل اللاواعي) فأظن أن التصالح معه أصبح هدفي الأول ، جوهر التصالح معه يبدأ بالتعرف على المشاعر بجميع أنواعها وتقبلها والوعي بها ..
تتعدد الأسباب التي لأجلها أحب أخواتي ، ولكن “تقبلهن للمشاعر” هو من أقوى الأسباب التي تجعلني أحمد الله الذي أوجدني في هذه العائلة ..
لا أخجل أن أخبر أخواتي عن أي شعورٍ أشعر به ، مهما بدا مخجلًا ، سطحيًا ، غير منطقي ، ومهما كان مشوهًا أو مسيئًا لي ، أخواتي يمتلكن القدرة على تقبل جميع هذه المشاعر ، يستطعن بجدارة الفصل بين حبي وبين هذه المشاعر .. لهذا لا أخاف يومًا أن يتأثر مكاني في قلب إحدى أخواتي .. أنا بالمقابل أمارس معهن ذات القبول ..
ربما يتوجب علينا أن نعامل أرواحنا كما نعامل الأطفال ، بذاتِ الحنية والتقبل والصبر .. بذات اليد التي تمسح على كتف الطفل الباكِ لفقد لعبته أو لخوفه من الظلام ، بذاتِ الحضن الذي يأوي إليه الطفل خوفًا من لعبةٍ سرقها ، أو تحفةٍ كسرها ..
نحن نتقبل من الأطفال كل شيء ، نتقبل هفواتهم وأقوالهم وأفعالهم مهما بدت غريبةً وغير منطقية .. وفي النهاية نحن قادرون على مسامحتهم على كل شيء ، لأنهم ببساطة أطفال وليسوا ملائكة ..
والآن أريد أن أسألكِ نورة ، ما هو الشعور الذي أزعجكِ هذا المساء والذي لأجله لم تنامي الليل بعد ؟


