استيقظتُ اليوم على حقيقةٍ ليست طيبة ..
فتحتُ هاتفي وكتبتها بالخط العريض (ماعندي ……. هذي الحقيقة)
كتبتها وعدتُ للنوم إعلانًا للهروب من بشاعة هذه الحقيقة
من المخجل كتابة هذه الحقيقة ولكن وجب الاعتراف بها .. وجب على عيني أن تراها وتقرّ بها ..
لم يكن كبريائي يسمح بذلك ، أعني يسمح بالإقرار بها وكتابتها عيانًا بيانًا ، ولكنني أتغير وهذا ما يجب أن يحدث
الكبرياء (الإيقو) بدأت أحاول حله بجدية ، ربما هذا ما كانت تتحدث عنه أختي .. فقد مر علي أسبوعٌ عجيب .. كان عقلي في هذا الأسبوع يستمر بتذكيري بذكرياتٍ قديمة ، بدأتُ أستعيد أشعار حامد زيد / تميم البرغوثي ، أقفُ على المرآة وألقي قصائدهم .. بدأت أتذكر الأغاني(الأناشيد) القديمة التي حفظتها وأنا في سنة الخامسة عشر وما حولها .. بدأتُ أحن لذات الأماني التي رغبتُ بها آنذاك ، وما جعلني أستشعر جدية الموضوع عندما زارتني في منامي تلك الليلة أول صديقةٍ لي في حياتي والتي فارقتها منذ سنين طويييلة .. ما هذا ! ما الذي يحدث ؟
تقول أختي أن ما يحصل هو “إعادة برمجة” من أجل تصحيح مسار معين وتبني وجهات نظر جديدة ..
لم أفهم تمامًا ما الذي يجب أن يتغير ، ولكن حديثها جاء بالتزامن مع رغبةٍ مفاجأة مني بالتخلص من الايقو ..
الحل العملي لهذا هو المبادرة في الحديث تجاه الرغبات والأفعال والمشاعر .. وأن يتطابق الداخل مع الخارج ..
محاولة طلب أي شيء ، تقبل الرفض ، والأفعال المضادة والمشاعر المحتمل تلقيها من الطرف الآخر
وأول اختبارٍ حقيقيٍ لي هو أن أطلب من أبي مالم أستطع طلبه منه منذ سنين .. تخيل المشهد يربكني ، كيف لو فعلته حقيقةً ؟ آه
أظن أنني في المسار الصحيح لأنني بدأت ألحظ بعض تصرفات الكبرياء على الآخرين وأستنكرها
بالأمس لم أحظى بلقاء أمي لأنني خرجتُ في الصباح الباكر إلى عملي وعدتُ إلى المنزل في منتصف الليل ، هاتفتني عند وصولي ، سألتني بصوتٍ تدعيّ من خلاله عدم الاهتمام “بتنامين”
أنا : “يس إن شاء الله”
شعرت بصوتها المحبط عندما قالت “الله يحفظك” ..
أُدرك أنها كانت تريد أن تقول “مشتاقه لك ، تعالي سولفي معي” .. ولكن الكبرياء الذي يجري في عروق هذه العائلة لن يُمكنّها من قول ذلك ولو بعد مئة سنة ..
ما الذي ستخسره لو أخبرتني أنها تشتاق لي؟ لتركتُ النوم والعمل والدنيا لأجلها ..
لن ألومها لأن الكبرياء برمجةٌ متأصلةٌ من الصعب إدراكها ناهيك عن حلها والتخلص منها ..
رائع نورة ، أنتِ تتقدمين .. يجب أنت تدركي أن الخيرات ستهطل عليك كالمطر في اللحظة التي تخرجين فيها الكبرياء من حياتك .. سيبدو كل شيءٍ ممكنًا وقابلًا للحدوث .. ستعتادين على المعجزات ، وستكونين متصالحةً مع مشاعرك .. سأراكِ حينها بحقيقةٍ واحدة .. ما تقولينه هو نفسه الذي تشعرين به ، وما تشعرين به هو نفسه الذي تنطقين به .. هذه هي الحياة الصافية التي تنتظرك
استمري قدمًا.
