أقرر الخلود للنوم .. أغلق المصباح

أسترخي قليلًا ، يقطعني من هذا السكون صوتٌ سعيد في الأسفل .. صوتٌ متحمسٌ لا يتوقفُ عن الحديث عن يومه الشيق الذي قضاه بشكلٍ استثنائي .. كان صوته مفعمًا بالحماس .. تشعّ من صوته الحياة ، كانت روحه التي تتحدث ، كان قلبه مبتهجًا .. سعيدًا ..

آسفة لأنني لم أستطع امتلاك وقتٍ كافٍ لشراء الهدية التي وعدتكَ بها خلال هذه الأيام ، رغم أنني على وعدي سأفعل

أحب أناقتك ، تلك الأشياء المركونة في غرفتك ، حزينةٌ كصاحبها ، يملأوها الغبار والهجران ، وأخيرًا جاء الوقت المناسب لاستخدامها .. ستبدو هيئتك مليئةً بالألوان والصخب كما تحب أن تبدو .. كفتىً شابَ لتوه ..

هذه الحياة التي نبضت بكَ بعد أشهرٍ من الجحيم تسعدني أنا أيضًا ..

ياحبيبي ..

أريد أن أجدد شكري لله على حياتي ..

وعلى هذا الكم الرهيب من السلام ..

لطالما أحزنتني الآية التي تقول {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} ، كنتُ مؤمنةً أن الداخل هو الجوهر ، وإذا ما صلحت الروح تصلح الحياة ..

وقد جاءت الأيام السعيدة ، المليئةُ بالرضى .. المليئة بالأمان ..

روحي تستمر في السير عاليًا ، تتحسن ، وتتطور .. وقد لمستُ هذا في حياتي الخارجية ..

هدأت أفكاري ، هدأ الخصام ، بدأ الجميع يتقبل أسلوب حياتي .. الجميع مسالمون ، لطفاء ..

آمنتُ فيما مضى بالمعجزات ، وقد أصبح لزامًا أن أبدأ برفع سقفِ أهدافي ..

“حتى هذه اللحظة” لن يوقفني شيء ..

علاقتي مع حبيبتي هذه الأيام علاقةٌ ودية

لقد مضى زمنٌ طويلٌ منذ آخر خصامٍ لنا ..

أردتُ أن أوثق هذه العلاقة لأن مدونتي احتوت كثيرًا من أيام شجارنا وصار لزامًا أن ترى مدونتي خلاف ذلك ..

الحمدلله الذي يصنع المعجزات ، عدنا أحباء وفقًا لشروطي التي لم أظن أن يأتي اليوم الذي ستقبل بها .. عدنا أحباء بدون أي تنازلاتٍ من قبلي

الحمدلله الذي يريني أحلامي واقعًا ..

أتشارك مع حبيبتي فاكهه الكاكا ! ربما هذا أقوى رباطٍ يوميٍ يجمعني معها .. وإذا ما فرغت الكاكا من المنزل نذهب سويةً لشراء أربع حباتٍ جديدةٍ من الكاكا التي تتجاوز قيمتها المئة ريال !

وفي كل ليلة، لا يقوى قلبي على النوم قبلها ، رغم أن حلم النوم الباكر لا يفارقني كل يوم .. ولكنني أحب أن أبقى معها قليلًا ، تأكل عشاءهـا ، نتسامر قليلًا ، ثم نتشارك الكاكا ..

شكرًا لله الذي يعطيني هذه الأيام المليئة بالصفاء والمحبة ، لا أدري مالذي تغير ، هل بكائي في تلك الليلة هو الذي غيّر المعادلة كلها ؟ وذلك عندما أخبرتها بتهديدٍ صريحٍ قويٍ كاذب النية “ستخسرينني للأبد” ، أم بسبب حادثة الأعرابي ؟ ربما شعرتْ في تلك الثواني أنها ستخسرني وألا شيء يستحق خصاماتنا الدائمة

اه، انقبض قلبي من ذكرى ذلك المشهد ! يبدو أنه لا يزال يؤذي مشاعري رغم زيارتي لـ “لايف كوتش” آنذاك للتخلص من أثر هذه الحادثة ، ربما أحتاج المزيد من التنظيف ..

حبيبتي للأبد ، يخفيني أن أستمر بالتعلق بكِ، يخيفني أن تكوني المصدر الأول لطاقتي ، وقد علمتني أختي اليوم أهمية “قطع أي مصدر طاقي للشخص” .. لا أدري ما العمل ولا أريد تعكير صفاء هذه الأيام الحلوة بهذه الأفكار ..

تقرر حبيبتي صنع مخدةٍ خاصة لي تعينني على تجاوز أزمة عمودي الفقري هذه الأيام ، لا تملّ من اقتراحِ حلولٍ مجدية لي ..

رافقتي اليوم في رحلتي لشراء “السالمون المخلص” ! أخبرتها في طريقنا إلى هناك عن موعد رحلة عملي القادمة ، بصوتٍ ساكنٍ محب ، سألتني إن كنت “أرغب” ذهابها معي ..

آمنتُ بالمعجزات وربها ..

سكون

أكتبُ عصرًا من يوم الجمعة ، اعتاد منزلنا أن يكون صاخبًا في كل جمعة بحكم أنه يوم “العيلة” ، ولكن ولظروفِ بعض إخوتي تم تقديم الاجتماع الأسبوعي إلى يوم الخميس .. بالنسبة لي لا أحب أن يكون اجتماعنا خميسًا، لأن الخميس يوم عمل وغالبًا ولأنه نهاية أيام العمل فإنني أحتاج إلى العمل في مكتبي حتى وقتٍ متأخر .. ولكنني بالأمس قطعتُ عملي وعدتُ في منتصف المغرب للحاق بما تبقى من هذا الاجتماع ..

حلت الجمعة والمنزل ساكن ، وأشعر أنني لو لم أشغل نفسي بشيءٍ فسأموت! الحمدلله أن طبيعتي تحب العمل وتكتئب من الفراغ ، لهذا لا يحزنني أن أعمل “من المنزل” حتى في أيام الإجازة الأسبوعية

هذه الجمعة، لم أستطع العمل حتى الآن ، لا تزال صحتي ليست جيدة .. يعود لي الألم المزعج أسفل العمود الفقري ، يعيقني عن ممارسة كل شيءٍ، لستُ حزينة ولا مضطربة ، فقط أتألم .. رغم أنني أستيقظ كل دقيقةٍ من نومي من لسعة الألم وأصلي على الكرسي ، ولكنني لا أشعر بأي مشاعر سلبية .. ربما هذه هي المشكلة ! أنني رغم كمية الألم أشعر بمشاعر عادية لا تستدعي ذهابي إلى الطوارئ .. بالنسبة لي المشاعر هي الأهم ومادام شعوري على مايرام ، فسيلحق الجسد بالمشاعر ..

السبب النفسي ؟ لم أعرفه بعد ولستُ مستعجلةً على اكتشافه ..

سأذهب اليوم لأشتري “السالمون” رغم أنني لا أستلطف طعمه ولكنني أحاول التقيد بالخطة التي أعطاني إياها السيد الدكتور فيما يخص الـ ADD والتي تستوجب إدخال السالمون لنظامي الغذائي بشكلٍ أسبوعي ..

وأخيرًا وبعد عناد قررتُ أن أشتري اليوم “شتلات” لكي أضعها في مكتبي ، بشكلٍ شخصي لا أحب أن أضع أي قطعة في (مكتبي/غرفتي) بدون فائدةٍ عملية .. لهذا لا أستلطف الورود/الشموع/اللوحات/التحف التي تضيف جمالًا مؤقتًا للمكان ، ثم تعتادها العين فتبدو شيئًا مملاً حاضنًا للغبار ..

وعلى هذا الأساس بدا مكتبي جافًا، وقد حزنتُ لأجل ذلك .. وقد استشرتُ زوجة أخي الماهرة في تنسيق الأثاث وقد رسمت لي تنسيقًا لمكتبي يستوجب وضع الكثير من الشتلات والتحف ، بدأتُ أقتنع … سأجرب أن أجرب شيئًا لا يشبهني وعليها سأعرف إن كانت قناعتي قد تغيرت أم لا ..

الفراغ يجعلني أبحث عن طعامٍ فاسد ! أريد تجربة “كيك لاتيه” اليوم، أرجو ألا تتحقق أمنيتي …

سأنام باكرًا كخطةٍ للهروب من يومٍ متعكر ، أحتضن الوسادة التي صنعتها لي أمي بحبها ، أحتضنها للأبد

هل أجعلها صديقتي ؟ ربما هي الشيء الوحيد في هذه الحياة الذي لن يخيب آمالي يومًا ، ستبقى لي ، وبرفقتي ، ولأجلي ، ومهمتها الدائمة أن تبقيني بأمان ..

إلى السيدة الحزينة

“ما أفهم حب الناس للتحكم بغيرها، أنا نفسي مو قادرة أتحكم بنفسي كفاية”

ومجددًا حبيبتي ، تعلقين الآمال فتسقطين .. ومجددًا سأخبركِ أن تتوقفي عن هذا الفعل ، ومجددًا لن تعتبري بكلامي..

لا بأس.. أنتِ بشرٌ بنهاية المطاف .. وهذا التهذيب الروحي لا زال بعيدًا عنكِ ..

تتوجب رحلتكِ القادمة الحصول على رفيق .. وقد بحثتي وانتقيتي

ووجدتي واحدةً تتسق مع شروطك المنطقية ، ثم بدأ حماسكِ الذي لا أحبه ، حماسًا مبطنًا، خيالاتٍ مبطنة ، ثم جاءكِ اعتذارها .. ثم بحثتي مجددًا ولم تجدي أحدًا بديلًا ..

يزعجك؟ نعم

أكره خيبة الأمل ، تؤذي مشاعري ، تشبه السقوط من هاوية ..

يزعجني أكثر أنني وكأنني اكتشفتُ للتو أنني لا أملكُ أصدقاءَ هنا، أصدقائي يتجددون ، يرحل آخرون ليحل محلهم آخرون .. هكذا هي عجلة حياتي

ما أدركته الآن أن أصدقائي رحلوا ولم أضع أحدًا مكانهم ، لماذا يبدو كل شيءٍ خاويًا؟ ولماذا توقفت العجلة في منتصفها ؟

اليوم وشكلٍ خاص حصل لي حدثين أحزنناني كلاهما يشتركان في كونهما مخيبان للآمال ، قد قلتها سابقًا : لا تأتي فرادى ، السعادة والهموم

نامي حزينةً دامعة ، لن يبدو الموضوع حزينًا بالغد، ولكنني اليوم وتبعًا لهبوط مزاجي.. بدا كل شيءٍ باهتًا ..

أجمل إطراءٍ حصلتُ عليه اليوم كان من صديقي المحامي عندما تفاجأ من حقيقة عمري ، كان يظن أن عمري بحدود الأربعة وثلاثين عامًا

خجلتُ قليلًا لأن عمري الحقيقي أصغر بعشر سنين من العمر الذي افترضه ، فبدا وكأن علاقتنا بُنيت على عمرٍ وهمي وبدوتُ الآن طفلةً أمامه .

أؤمن بأن الأعمار هي أعمار العقول وقد أيدني بذلك تمامًا ، لهذا بدا مبهورًا بجرأتي وأسلوب حياتي وطبيعة عملي التي جعلته يخمن لي هذا العمر ..

هذا الإطراء أسعدني اليوم لأنه لم يكن مبنيًا على مظهرٍ خارجي ، لهذا أحسستُ به، كان حديثه لي حقيقيًا ..

مسألة مسابقة الزمن تعجبني ، أحبها .. وهي عزائي لكل ما حصل لي في حياتي .. نضجتُ سريعًا، وبدوتُ أكبر من عمري بكثير لاسيما في أيام مراهقتي.. لم تكن أيامًا ممتعة لأن العيش بعقليةٍ تسبق عمرك كانت تعني ألا تستمع بكل شيء ، أن يكون لك نظرةٌ بكل شيء ، ألا يعجبك الأصدقاء الذين في صفك ، وسيكون هناك الكثير من الأسئلة التي تطرق عقلك كل يوم بلا إجاباتٍ شافية ..

الآن، عندما نضجت (أو هكذا أدعّي) ، بدأتُ أنسجم مع فكرة مسابقة الزمن ، وأحببتُ قفزاتي السريعة هذه ، حتى أنني بدأتُ ألمس ثمارها في حياتي ..

شكرًا م .

هذه الحياة (رهيبة)

تمنيتُ بالأمس الحصول على مشورةٍ من أحد الذين أثق برأيهم

أطلقتُ الأمنية، ونسيتها ..

لأجده اليوم ماثلًا أمامي : هلا نورة !

وقفتُ بدون استيعاب ، سألته بدون تفكير : “مين ؟ ” !! عقلي كان يسأل : هل تحققت الأمنية بهذه السرعة يالله ، هل هذا هو معنى المعجزات ..

المذهل في الحكاية أنه بات مؤخرًا أحد مرشدي بادر ، وهذا يعني أنه سيكون متاحًا لي كل يوم ..

قرأتُ في تويتر أن الجذب يكثر هذه الأيام ، لا أدري ماهي الظاهرة الكونية التي أحدثت ذلك ولكنني أصدق هذا الاعتقاد ..

حتى أنني بالأمس كنتُ أفكر بأحد طلاب التدريب الذين كانوا يعملون لدي ، ووجدته أمامي اليوم ..

حبيبتي نورة ، مادامت الحياة بهذا السحر، فتمنّي

(جنة) !

الثقة هي الصفة التي أقدسها بشكلٍ كبير ، وأشعر أنني سأمتن لآخر يومٍ في حياتي لأولئك الذي وثقوا فيّ .. ليس قولًا وإنما فعلًا وحقيقة .

تتجسد هذه الأفعال عندما يأتمنني أحدهم على أملاكه و ملايينه ، أو يرسل لي أحدهم كلمة السر الخاص بحسابه الذي يتجاوز متابعيه مئات الآلاف.. هذه الثقة التي أعنيها .. والتي لا يفعلها أحدهم إلا لشخصٍ يثق به ثقةً عمياء ..

أحب هذه الثقة ، تعجبني .. ولولا معدني الأصيل لما حظيتُ بها ..

ثم شكرًا لكل الذين أعطوني ثقتهم ، ولائي وإخلاصي لكم ما حييت ..

يجبرونني على الذهاب، بشكلٍ أدق هم يحننون قلبي لكي أضعف وأوافق على الذهاب ، هذا مزعج جدًا

كعادتها الرغبات المتناقضة عادت، أريد ولا أريد

أشتاق ولا أشتاق

لا أحب أن أشاهد كسرته ، لا أحب أن أرى عينيه الدامعتين، لا أريد أن أرى في ملامحه الذابلة قسوة الزمان عليه

هذا يؤلم قلبي الذي كان مخدرًا مرتاحًا وهو بعيد عنه ، لا أدري هل ستنتصر الأخلاق الفاضلة كعادتها ، هل سأتخلى عن أنانيتي كالعادة ، وأذهب بلا رغبة ؟

أم أنني سأختبئ بأمانٍ في بيت السلحفاة ، أحمي قلبي وطاقتي ودموعي ، حتى ينتهي المعاد ، ويعود كل شيءٍ لما كان..