عيد الأضحى قد اقترب

وأنا سعيدةٌ ، جدًا..

لأنني سأرتاحُ من الذهاب إلى مكتبي لمدة أسبوعٍ كامل

سأستمر بالعمل في البيت .. قليلٌ من العمل

وكثيرٌ من المتعة ،

حبيبتي .. ماذا بشأن نصيحة سيدةِ الأعمال الناجحة .. هل ضربتِ بها عرض الحائط ؟

التقيتُ اليوم بـ (سارا) صديقتي الذهبية. أحبها قلبًا وقالبًا .. أحبها بكل ما فيها .. أحب قلبها النقي ..

وأظن أنني قد تحدثتُ سابقًا عنها هنا ..

حبيبتي سارا قد أصبحت حقوقية ، انضمت إلى تيار السيدات اللاتي يطالبن بحقوقهن في هذا المجتمع الذكوري ، أهلًا بكِ سارا بيننا..

لم يسبق أن التقيتُ بأحدٍ ينافسني على تقديس الخصوصية والتي تتجلى بالنهاية في مظهرٍ غامضٍ متكتم ..

لطالما كنتُ كتابًا مغلقًا لكل أصدقائي ذوي القلوبِ المفتوحة .. والذين أعرف عن حياتهم أكثر مما يعرفونه هم عن أنفسهم ..

هكذا يتزن الكون .. هكذا كنتُ أعيش ..

لم يسبق لي أن التقيتُ بشخصٍ مثلي ، حتى عرفتك

أنا منزعجةٌ جدًا ، لأنني علمتُ بالصدفةِ شيئًا عنك لم يعجبني ، وبالتأكيد (من مصدرٍ غيرك) ..

من حقكَ الكامل أن تخفي حياتك عني ، وهذه اختياراتك التي يجب عليّ احترامها ..

أما أنا ، فأختار أن أبتعد عنك .. بقدر ما أستطيع

روحي تختار الصراع ..

وهذا منطقٌ سمعته كثيرًا من أختي ولكنني لم أدركه وأعيه إلا هذه الأيام ..

أظنني أتطور روحيًا وإلا لما كنتُ سأدرك ذلك ..

كذلك بدأتُ أدرك أنني أحيانًا أكتب هنا لأراجع أفكاري وأختبرها .. ففكرة الصراع لن تكون واضحةً ومتاحةً للتفحص إلا بعدما تُكتب بتفصيلها ..

لاحظ أنني نادرًا جدًا ما أكتب هنا قبل الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وهانحن الآن في يوم عمل في الساعة السابعة مساءً ، وهذا ما يؤكد أنها فكرةٌ لا تحتمل الانتظار أكثر ..

بشأن هذا الاكتشاف الجديد ، وجدتُ أنني عندما أختار شيئًا لكي أحصلَ عليه فإن “سيناريوهات” الخصام والمشاكل تبدأ تنهال في رأسي … مع تأكيدي لنفسي أن بإمكاني تخيل “سيناريوهات” أكثر سلامًا ..

روحي تحب المعارك ، هذا مؤسف ..

أذكر أن أختي أخبرتني أن المرأة العربية في مجتمعنا تختار الصراع دونما وعي .. وذلك لأسبابٍ عديدة لا أحب ذكرها هنا

ولكنني وبالإضافة لكون هذه الصفة الروحية موجودةً فيّ كامرأةٍ عربية ، فلدي المزيد منها ..

لا أدري كيف أحل هذه المشكلة، ما أدركه أن الإدراك نصفالحل.. وقد حصل ..

لا تأتي فرادى ،

السعادةُ والهموم ..

هل تأيد هذه القناعة ؟ أنا لا أملك رأيًا تجاهها ولكن القناعة هذه المرة تحققت، فبدلًا من أن أهتمّ لشيءٍ واحد مهمٍ للغاية

جاءَ معه شيءٌ آخر ..

اليوم أثبتُ لنفسي عددًا من الأشياء

أهمها عنادي ، تهوري ، و طولة بالي الشدييييدة ..

كنتُ قد وضعتُ أظافر صناعية منذ شهر أو يزيد وأحسستُ أن الوقت قد حان لإزالتها ، هذا النوع من الأظافر يجب أن يُزال في الصالون وليس في المنزل ، شاهدت مقاطع يسيرة على “يوتيوب” عن كيفية إزالة هذا النوع من الأظافر ، تهورًا مني قررتُ أن أزيلها بنفسي ، ولأنني أحب التجربة ومشاهدة النتائج بنفسي بالإضافة لعنادي فقد قررتُ خوض هذه التجربة لأعرف حقًا هل الأمر يستدعي الذهاب للصالون أم أن المسألة سهلةٌ ويسيرة ..

الآن قاربت الساعة على الثالثة بعد منتصف الليل ، وقد مضت نصف ساعة على انتهائي من إزالة الظفر الأخير ، كنتُ قد بدأتُ إزالتها في الساعة الثامنة مساءًا .. هذا وقتٌ جنوني ! أثبت لي طولة بالي …

كان مرهقًا جدًا، ولكن الأمر بدأ كتحدي بيني وبيني ، لا أسمح لهذه الأظافر اللعينة أن تغلبني حتى لو استلزم الأمر مني كل هذا الوقت .. لقد تعبت ، ولكنني انتصرتُ بالنهاية .

أما أظافري الحقيقية! فهي حزينةٌ حبيبتي… ضعيفة ومتعبة ، ليس بسبب الأظافر الـ “فيك” بقدر ما هو بسبب طريقتي اللاحترافية في إزالتها ..

اليومُ “ظهرًا” عدتُ من زيارة البحر ، قضيتُ في الخبر ثلاثة ليالٍ صيفية .. ولكننا في المساء اجتمعنا “جمعة العيلة” هنا في الرياض .. لهذا أشعر أن رحلتي إلى الخبر كانت كحلمٍ عابر .. فقد كان يومي مليئًا بالأحاديث ..

كتبتُ في “سناب شات” اليوم ، ولعددٍ محدودٍ من الأصدقاء :

“وأناوالله لا أدري ما سيفعل الله بي” !

حبيبتي نورة .

أحاول ألا أقسو على نفسي كما أفعلُ عادةً ..

تلك الأمورُ التي حدثت دون تخطيط لها يجب ألا تغضبني .. أدركُ أنها تسرق من وقتي الكثير

ومن جهدي الكثير .. ولكنني إنسانٌ بالنهاية

أُخطيء ، وأسهو ، وأفعلُ كثيرًا من الأشياء التي لا تعجبني ..

حبيبتي نورة ..

توقفني عن التفكير في ما لا تملكين ..

الأشخاص ، و المستقبل ، هي أشياءٌ ليست بيدك ، وليست لكِ ..

ما تملكينه بحق هي هذه اللحظة التي تصنعين بها قدرًا عظيمًا ..

أما عقلكِ العنيد، ليفعل ما يشاء .. وليفكر بالطريقةِ التي يشاء

سيعود إليكِ قريبًا ، كما كان يعود في كل مرةٍ (يُراهق) بها فيما مضى !

وأنا لا ألومه عن “مراهقته” لأنها طبيعةٌ لازمةٌ به .. على الأقل في عمري الصغير هذا ..

حبيبتي نورة ،

اطمئني ..

“ش و”

خرجتُ من “ش و” منذ أكثر من أربعة أشهر ولكنني لا أدري لم اخترتُ الكتابة عن هذه التجربة بعد كل تلك الأشهر

“ش و” هو منطقة عمل مشتركة لسيدات الأعمال في شمال مدينة الرياض

من هناك كانت انطلاقتي للحياة ، كان “ش و” بالنسبة لي بابًا للعبور والخروج نحو العالم الخارجي

في نفس السنة التي تخرجتُ بها من الجامعة التحقتُ ب “ش و” في الفصل الصيفي الذي يلي تخرجي .. كنتُ طفلةً ساذجة، بريئة ، مبتدئة في كل شيء .. وتبتسم على كل شيء ، ولطيفةٌ “أكثر مما ينبغي” !!

على الرغم من أنني عملتُ في الجامعة في مركز أختي وكنتُ في الثانوية أديرُ بعض البرامج الصيفية للفتيات ، كنتُ أظن أن هذا هو الخروج للحياة ، ولكن تجربتي في “ش و” أعطتني معنًا مختلفًا لخروج اليرقة نحو العالم ..

لم أكن أقوى على تحمل تكاليف استئجار مكتب في ذلك المكان ، إحدى هدايا أختي حبيبتي – والتي هي من أعظم هدايا الله لي- بمناسبةِ تخرجي كانت ثمن استئجار المكتب (أحبها)

من هناك بدأت تجربتي وبدأتُ مرحلةً جديدةً في حياتي غيرتني وصقلتني بشكلٍ كبيرٍ جدًا ، غيرت خارجي قبل داخلي ..

عندنا أرى الآن صوري في أول أشهري في “ش و” ينتابني شعورٌ بالدهشة، هل هذه أنا ؟

كنتُ أبدو طفلةً ، لا تتقن شيئًا.. لا أحب صوري آنذاك ولكنني أحتفظ بها لأنها تذكرني بفضل “ش و” في تغيري الجذري ، بالطبع أنا أيضًا كنتُ مستعدةً للتغيير ، وهذا ما هيأ لكل شيءٍ أن يكون ..

البيئة هناك كانت “مكس” ثقافات .. “مكس” أفكار

وهذا ما ساعدني على الانفتاح أكثر ، بدأ تفتحي الفكري / الديني / الثقافي تحديدًا بعدما أصبحتُ فردًا في عائلة “ش و”

كانت عائلة حقًا ، كان المكانُ دافئًا للغاية، كنا منسجمين مع بعضنا بطريقةٍ عائلية ، حتى أنني أعتبره بيتي الثاني.. ولهذا ضريبةٌ بالتأكيد، فقد كان الإنجاز هناك صعبًا للغاية ، وكنتُ أخسر الكثير من الساعات يوميًا في الأحاديث الجانبية / الغداء / القهوة / الرقص حتى !!

اها !! الآن تذكرتُ لماذا طرأ على بالي ذكرى ذلك المكان ، ذاك لأنني كنتُ منذ قليل أحضر حقيبتي للسفر إلى الخبر وقد بدت خزانتي خاليةً من الكثير الملابس ، تذكرتُ حينها أنني قمتُ بإخراج غالبية الملابس التي كنتُ أرتديها في “ش و” ولأنني قضيتُ هناك ما يقارب السنتين فبالتأكيد أن الملابس التي تخلصتُ منها كانت كثيرةً جدًا .

لا أدري ما سر هذه العادة التي أمارسها كلما غادرتُ مكانًا -حتى لو كانت ذكرياته تسعدني- لا أحب الاحتفاظ بملابس ذلك المكان ، أحبُ أن أتجدد ، وعاجلًا!

هل تشمل هذه العادة الأصدقاء أيضًا ؟ نعم ولا !

الذين يتطورون ويتجددون و ناجحون أحب أن يرافقوني في مرحلتي الجديدة في الحياة ، أما ما دونهم (حتى لو كنتُ أعشقهم) لن أكون حريصةً على تواجدهم معي في حياتي الجديدة، لأن العشق وحده لا يكفي!!

اليوم..

حصلتُ على مكتبي الخاص

أعني

بباب وقفل.. وبمساحةٍ رائعة

شكرًا [بادر]

كنت أقضي لديكم تسع ساعاتٍ كل يوم ، أظنني سأقضي يومي كله الآن

حصلتُ اليوم على هذه الهدية الجميلة من صديق

أعتبره أحد هدايا الله ..

اخترتُ صورةً عفوية بالعنوة لأنني لا أملك لا طاقةً ولا ذهنًا ولا وقتًا لالتقاطها بعناية ، ولكنني أحببتُ الصورة أكثر مما لو أُخذت بعناية ..

أما تدوينة اليوم كانت للالتهاء عن حقيقة أنني نعسانةٌ جدًا (جدًا) ولكن الكثير من العمل بانتظاري

هذه الأيام مرهقةٌ بطريقةٍ مضاعفة..

هذه الأيام سَ تثمر ..

بدأتُ أتجنب التواجد في التجمعات العائلية وما شابهها ، وأقضي هذا الوقت في العمل .. لم أجد صعوبةً في ذلك لأنني لستُ شغوفةً جدًا بالاجتماعات المزدحمة

ولكن اجتماع اليوم كان بحضور المحببة إلى قلبي (سارة.ض) ، ولكنني كذلك لم أذهب .. لستُ نادمة تمامًا

فأنا أحضّر لثورةٍ مستقبلية.

يارب لا تريني بأسًا بحبيبتي …..

لم أستشعر عمق حبها في قلبي إلا اليوم …..

أحسها بقلبي ، أشعرُ بغصةٍ كلما أذكرها ..

وهذا حدثٌ إنسانيٌ بحت ليته لم يكن ….

هذه الإنسانية ، وهذا الشعور العميق اتجاهها

لا أظن أنه سيجر خلفه ما يسرني …

هذا يرهقني … ويربكني .. ويربك عقلي وكل يومي …