في تمام الرابعة فجرًا انطلقتُ إلى المطار ، رحلتي كانت في تمام الخامسة .. ولكونها رحلة تخصني فالطبع أنا من دفع تكاليفها .. إنها المرة الأولى التي أدفعُ فيها كل التكاليف .. المرة الأولى التي كنتُ فيها مسؤولةً عما أفعله بنسبة ١٠٠٪؜ .. كان شعورًا فريدًا .

وصلتُ إلى جدة مبكرًا ، اشتقتُ للبحر كثيرًا لهذا اخترتُ التوجه إلى “الكورنيش” ألقيتُ التحية على البحر ثم غادرنا إلى “فطور فارس” لم يكن فريدًا ولكنه من الأشياء التي تشبعتُ من سماع أحاديثٍ عنه حتى صار لزامًا عليّ أن أقوم بتجربته ..

بعد ذلك ذهبتُ إلى أحد الموردين الذين أتعامل معهم في جدة ، ثم كنتُ مدعوةً للغداء عند شيف سعودية ، أعتبرها أحد هدايا الله وكان لقائي بها ملهمًا – و عذبًا …

بعد ذلك ذهبتُ إلى المعرض الخاص بالمأكولات والذي لأجله كانت رحلتي ..

ثم عدنا مجددًا “للكورنيش” عند الساعة التاسعة ، كان الجو بديعًا ولكن الرطوبة في أشدها ..

عدنا بعد الثانية عشر إلى الرياض..

هذه رحلتي باختصار ، تعرفتُ فيها على شابين لطيفين لا يشبهاني أبدًا ، جاهدا معي لكي تستمر صداقتنا بعد عودتي للرياض ولكنني رفضت ذلك .. لم أحبهما بما يكفي للتضحية بوقتي الثمين من أجل الاستمرار بهذه العلاقة ، أحدهما سألني : هل ستأخذين رقم هاتفي أن سأكون مجرد عابر سبيلٍ في حياتك ؟ ضحكتُ ، ثم قلتُ له : دعها للقدر

قلتُ في قلبي : نعم ، مجرد عابرِ سبيل ..

بالأمس عدتُ من أول رحلة عملٍ لي في حياتي

كانت إلى جدة ..

وكانت مليئةً بالأحداث ..

عدتُ إلى أهلي محمّلةً بالكثير من الحكايا ..

ولكن ، لم يسألني أحدٌ عمّا حصل ، وبطبعي أنا لا أبادر الحديث عن شيءٍ ما إذا لم يطلب أحدٌ ذلك ..

لا أدري ظننتُ اليوم أنني سأتصدر المجلس ، وسأحكي عن رحلة العمل الأولى في حياتي .. ظننتُ أن أحدًا ما سيهتم .

أشعرُ بخيبة أملٍ بسيطة .. ولكنني لن أسمح لتلك الحكايات أن تبقى في داخلي ، سأفعل كما جرت العادة في كل مرة أريد أن أتحدث

أفتح الكاميرا ، أبدأ بالتسجيل ثم أحكي حتى تنتهي حروفي ويجفّ حلقي .. هكذا أبني نفسي بنفسي دائمًا ..

مسألة وقت

ليلًا بالأمس قمتُ بتحميل الباث

لأنني اعتدتُ أن أفرّغ غضبي بالكتابة فيه .. فهناك نوعٌ من التفريغ الكتابي يحتوي على حدةٍ لفظية لا أحب أن ترتبط مدونتي فيه

هذا النوع من التفريغ العشوائي الغاضب يتناسب مع بيئة الباث

أما إذا كنتُ سأفرغ غضبي بكلماتٍ قصيرةٍ تتردد في عقلي ف تويتر هو المكان الصحيح ..

حذفتُ الباث منذ سنتين أو يزيد ولكنني وجدتُ نفسي بدون شعور أقوم بتحميله من جديد ..

عملتُ حسابًا جديدًا وبدأتُ بطلب الصداقات وقبولها ..

قبل أن أنام ، هدأتُ قليلًا .. عدتُ لوعيي

حذفتُ الباث مجددًا ..

لازال يلزمني التركيز على هدفي الكبير الذي أسعى لأجله ..

أنا سريعة التشتت ، وسريعة الانخراط بالدراما ..

لذلك أعتبره نجاحًا مني أن عدتُ لتركيزي بلحظة قياسيةٍ جدًا ..

و “براڤو” .. الاستمرار على هذا التركيز نحو هدفي يزيد ثقتي بأنني سأصل ..

إنها مسألة وقت ..

“أبديت”

لا أستطيع أن أكتب في أي مكان

أن الآلام الشهرية راودتني اليوم دون استعدادٍ مني ..

يصاحب هذه الآلام الكثير من المشاعر الخاملة ، والأفكار المقيتة

لا أدري لماذا في عُرفنا لا نستطيع الحديث عن هذا الحدث الشهري بشكلٍ طبيعي ؟ لماذا يبدو الأمر وكأنه سر الأسرار والذي لا يجب أن نتحدث فيه أمام أفراد العائلة الذكور ؟ عجبًا !

على أين ، حضورها اليوم تواكب من فكرة تهربي من رحلة الغد ، “الماضي في الغد” هي ذاتها الأولى تكررت للمرة الثانية ..

لم أكن أمتلك سببًا وجيهًا لعدم الذهاب فبدا هذا السبب وكأنه هديةُ السماء .. لكنني لا أنكر أنني اشتقتُ لرؤية وجهه المطمئن ، وأحاول قدر ما أستطيع كبح هذه الرغبة الصغيرة ..

أرى فضولًا في عيني صديقتي الجديدة سارة عن عائلاتي ، أظنه أمرًا طبيعيًا لأي صديقين على وشك بدء صداقتهم أن يشعروا بالفضول تجاه بعضهم البعض .. ولكنني لستُ مستعدةً للحديث

ليس الآن ..

إن خسرتُ سارة يومًا ما فأظنه بسبب عدم تكافؤنا في هذه النقطة ، أما إن قدر الله وكانت لا تكترث لهذا الأمر ، فالحمدلله قبل الحياة وبعد الممات ..

كنا معًا أو لم نكن … في الحالتين، أحب سارة .

أحاول أن أركز على عملي وعملي فقط ، والحمدلله نجحتُ في ذلك ، كل شيءٍ في تحسنٍ مستمر ..

بالأمس جربتُ الغيتار لأول مرةٍ في حياتي ، وجدتُ نفسي بطريقةٍ ما أعيش انسجامًا خاصًا .. تسائلتُ بعمق : لماذا الآن فقط ؟

هذا يدفعني لتجربة المزيد من التجارب التي أظنها لا تشبهني فالغيتار علمني أن التجارب تكشف عن الشعور الحقيقي تجاه شيءٍ ما ..

بدأتُ أمي تمارس الرياضة منذ يومين ، أجلّتُ فرحتي لشهرٍ من الآن لحين أن أضمن استمرارها .. ولكن بدءها بممارسة الرياضة أعتبره حدثٌ عائلي يستحق التسجيل ، لأن أمي ملكة الآراء الصلبة ، وكانت ترفض ممارسة الرياضة لسببٍ لا أراه وجيهًا ، الآن وبعد سنواتٍ طويلةٍ جدًا بدأت بممارسة الرياضة في الحديقة المجاورة للبيت ، مرحى !

فجأة

ليحدث ما يحدث

ولكن أخبروني قبلها بأسبوعٍ على الأقل

لأن الصدمة تملأوني وأشعر أن الغد سيأتي محملًا بالمفاجأة التي لن أستوعبها إلا بعد شهورٍ من الآن ..

هذا مربكٌ لاستكنان عقلي ..

يقلقني التغير الذي سيطرأ ..

وهناك هاجسٌ بشأنه ، هل بعودته سيعود الماضي

أم أن صفحة الماضي قد طُويت؟

ذوقي

لقلبي ذوقٌ فريدٌ في انتقاء الشخص الذي ينبض لأجله .

لا آخذ “نبضه” محمل الجد دائمًا لأنه ينبض أحيانًا للشخص الخطأ

وهذا ما حصل لي ..

ما أعيشه هذه الأيام حلمٌ طفيفٌ وردي يحتل من يومي نصف ساعةٍ ومن أسبوعي ثلاثة أيامٍ فقط .

ولأنه حلمٌ عابرٌ لم أوقفه ، ولم أدعو الله أن يكون حقيقة ..

إنني أكتفي بالاستمتاع فقط بهذا الحلم الجميل الذي سأستيقظ منه يومًا ما ، وبالتأكيد سأستيقظ على واقعٍ أجمل منه .

التي أود أن تكون صديقتي

اليوم وبعد “عِشرة” سنةٍ كاملة باحت لي بأولى أسرارها ..

أحبها (سارة) .. ومن السعيد جدًا أن أحظى بصداقتها

اكتفيتُ بصداقة أخواتي الأربعة عن صداقةِ العالمين كلهم ، لذلك لا أذكر أنني تمنيتُ من أعماقي بنتًا بعينها لتكون صديقةً لي ..

سواها ..

الحمد لله الذي جمعني بها جارةً لي في العمل – مكتبي يجاور مكتبها ، تعمل في مجال التصميم الداخلي ، تُتقن مهنتها بشكلٍ احترافيٍ يثير الإعجاب ..

أنيقة ، “خلوقة” ، و “حييّة” ، وبريئة .. وراقية ، “حقيقية” .. وتقول الحق متى ما شعرت أنها بحاجةٍ لذلك

أرى نفسي بها ، وأظنها ترى نفسها فيّ ..

أشعر بأنني كبرتُ على السعي لتكوين الصداقات ، لهذا ورغم رغبتي بمصاحبتها لم أسعى لذلك .. وكعادة الأهداف الهادئة وهكذا دون سبب ، باحت لي بأحد أسرارها اليوم وكأنها تسمح لهذا الهدف أن يتجلى من خلال هذا الحديث ..

وددتُ احتضانها ، وددتُ أن أنصتَ لها بكل جوارحي ، وأن أخبرها أنني تمامًا أفهم هذا الأمر الشائك بحياتها ..

وأنني سعيدةٌ لأنها فتحت لي صندوقها المقفل أو جزء منه ..

سارة، أحبكِ جدًا .. بصفاء

حبًا لا تدركينه ، ولن تصدقي حجم المشاعر الطيبة التي أحملها تجاهك ..