الجمعة الذي كان مفضلًا لدي، أشعر بحرقة حزني فيه اليوم ..

صباحًا أشرب مع أمي قهوة الضحى ثم نتغدى أطايب الطعام ، ثم نبدأ العصر بترقب القادمين من إخوتي ، تغيب الشمس ونحن مكتملين .. نشرب القهوة .. الحلا .. نضحك كثيرًا .. وصخب الأطفال يملأ المكان .. ثم نتعشى سويةً ..

هكذا كانت جمعتي كل مرة

ولكنها هذه المرة …… تبدو بائسة

أستيقظ لوحدي في الشقة … بهدوءٍ صاخب! .. أقرر مشاهدة نتفلكس ، ساعة .. ساعتين .. ثم أشعر بالملل ..

ثم ماذا أفعل .. لم تعد هواياتي هواياتً لي .. ولا أمتلك صديقاتٍ جديدات … بكيتُ كثيرًا اليوم ، أعني الآن .. الآن

من جمعةٍ مليئة بالبهجة والحب إلى جمعةٍ خاليةٍ من كل شيء إلا مني ومن وحدتي …

في وسط بكائي اعتدتُ أن أكون اللايف كوتش لنفسي ، مسكتُ القلم وسألتُ نفسي ، لماذا أشعر بالوحدة .. بدون شعورٍ مني كتبت .. “أهلي نسوني” .. بكيتُ كثيرًا عندما كتبتُ هذه الجملة المؤلمة .. لأنني أتذكر جيدًا كيف تعود أختي كل جمعةٍ من سهرتها لدى أهلي .. بدون أن يفكر أحدهم بإرسال غداء/عشاء لي ..

لم أدرك أن شيئًا كهذا يعنيني ويكسرني سوا اليوم .. عندما جلستُ جلسة مصارحة .. بيني وبيني ..

لا تزال الجمعة في أولها .. ولكنني أتسائل بانكسار ، مالذي سأفعله اليوم سوا البكاء ؟

“أنا آسف نورة بس أخوك سيء جدًا”

بعدما سقط في القاع ، بفضل أخي كما يزعم ، أخبرني هذه العبارة اللاسعة ..

ولأنني أود حفظ قدسية أخي فإنني لا أستطيع أن أفضي بهذا الأمر إلى المقربين حولي ..

أخي من دمي ، وابن أمي وأبي .. أشعر أن حب أخوتي واجبٌ وفرض .. وقد حصل تضاربٌ في عقلي لوهلة

كيف أن هذا السيء جدًا يكون أخي ..

ربما يكون الحب أمرًا مفصولًا عن الأخلاق ، وهذا صعب

ولربما ما كان يجب تقديس الأهل إلى هذا الحد ، وهذه قناعةٌ صعبةٌ هي الأخرى

أريد النوم، ولا أستطيع سرد المزيد

الشعور بالوحدة يعود مجددًا ..

والوحدة التي أعنيها هي وحدةُ الأشخاص والأشياء

في نفس الوقت الذي لا أمتلك فيه أصدقاء ، أملّ من أشيائي ، هواياتي ومحبوباتي ..

الوحدة تزبلني … ولم أتوقع لهذا اليوم أن يحل .. ولكنه حل ..

ما يزيد الأمر تعقيدًا أنني لا أملك نفسًا على صناعة الصداقات ..

لا أستطيع البكاء لوحدي … أحتاج دائمًا إلى شخصٍ يفجّر مشاعري المكبوتة .. فأبكي كثيرًا .. كثيرًا ..

أنتظر الآن ، ل ..

أود أن أحتضنها وأبكي كثيرًا …

ثم أمطر يالله عليّ أرواحًا طيبة .. فلا طاقة لديّ في البحث أبدًا

الحرب التي عشتها لم تكن حربًا ، والتحديات الي واجهتني فيما مضى ما كان من الطبيعي وجودها

كان “السيناريو” الطبيعي أن أولد حرةً بلا حرب ، أختار طريقي بلا حرب ، أكون أنا بلا حرب

ولأن هذا السيناريو لم يكن متاحًا فقد خضتُ حروبًا حتى نلت ما أردت

ثم ها أنا الآن وقد عشتُ حقيقتي الوحيدة ، عشتُ كما أريد وكما ينبغي

بدت حياتي خالية ،،، كأنني عدتُ للصفر ،، كأنني بدأتُ الآن

الآن في هذا الزمن و في هذا اليوم أنا و تلك الفتاة العشرينية التي ولدتَ لدى أهلٍ يسيرين

والتي قررت أن تبدأ حياتها الآن

كلانا واحد

كلانا واحد

كأنني بدأت الآن و قد اعتدتُ منذ ولادتي على القتال ، ولهذا استنكرتُ الحياة المستقرة

وقد ظننتُ أنني تغلبتُ على الكثر من التحديات في حين أنها لم تكن تحديات

كأنني طفلة ، كأنني وُجدتُ الآن

وقد حانت لحظة العيش ،،

شعورٌ بالخلاء يجتاحني ، شعورٌ لا أحبه ،، لا أحبه

يحدث أن تكتب مصارحةً لأحدهم

ثم تستحي أن تقرأها مرتين ..

إنها القوة يا نورة

بالأمس علمتُ شفرة حياتي والتي وجب من أجلها

الاستيقاظ (الهوية)

لقد امتلكتُ بوصلتي .. وطريقي لجنة الدنيا

كارما

لقد ولدتُ شخصًا خيرًا في هذه الحياة ..

ولدتُ أحمل الخير والطيبة والسلام لأحبابي ..

يسوق الله لي رحمتي سَوقًا .. وبدون افتعال أقف بجانب كربة أختي في طلاقها .. ولا أشعر أنني قدمتُ شيئًا يفوق طاقتي ..

فعلتُ الشيء الذي شعرتُ أنه جزءٌ مني .. وتصرفتُ كما أنا

هذه الرحمة التي وضعها الله في قلبي .. طيبتي .. وحبي

تحيي فيني يقينًا أن الله سيعطيني ، وسيجزل العطاء ..

سيرحمني كما أفعل .. وسيكرمني كما أفعل ..

لأني أستحق ..

نورة ..عندما تنسين من تكونين .. تذكري معدنكِ الأصيل

الذي أحبه فيكِ جدًا ..

ابقي كما أنتِ .. أحبكِ هكذا ..

هكذا أنتِ .. رائعة

بطريقة مخيفة وبسبب زهدي هذه الأيام يتحقق جذبي بطريقةٍ مخيفة

تخيلتُ حادث سيرٍ أمامي يحدث بسببي ثم أهاتف أحدهم طلبًا للمساعدة .. كان خيالي هذا في الظهر .. حصل الحادث بعدها بساعتين .. وحصل ذاتُ السيناريو

قبلها .. تخيلتُ عراكًا حادًا يحدث بيني وبين أخي الصغير .. ينتج عنه خروجي واستقلالي بشقةٍ لوحدي .. وقد حصل

حادثي الأول كان في مدخل برج رافال ، وجهلًا مني تجاهلتُ الحادث ولم أتصل بنجم ، تخبرني أختي أنه يتوجب علي إعادة الحادث “تمثيل” ثم الاتصال بنجم .. وافقتُ رغم أن خاطري لم يكن مقتنعًا بهذا التزوير .. تهكمًا قلتُ “لو اسوي حادث جديد مثل الأول” ثم ضحكتُ ولكن ما فكرتُ به قد حصل

ثم بالأمس ، وياللجنون تخيلتُ مشهدًا من فلم .. قلتُ ضاحكة “وش لو صارلي”

ثم وفي ذات اليوم … حصل هو نفسه … بذات الاحراج ، بذات التوتر

لمتُ نفسي كثيرًا لجذبي الذي بات يوقعني فيما لا يسر

خواطر ..

يردني شعورٌ أنني جئت لعالمٍ لستُ مؤهلةً له

فلستُ لئيمةً بما يكفي ولستُ قويةً بما يكفي ..

وقد امتلأ هذا العالم بكل الأشكال والألوان .. وأنا أشعر يالله أنني أحتاج طاقةً تملأني ..

ثم .. إنني لستُ منيعةً بما يكفي .. وقد جعلتُ حصني هشًا .. وقد تمردوا وسيتمردون

تسير حياتي براحة .. لا أتحمل المسؤولية ولم أُلسع بعد .. أنا مرفهة ..

أنا أشعر أن حياتي لم تبدأ بعد

لقد تربيتُ على يدها تربيةً هشة .. بلينٍ وضعف ..

ثم أنا أعاني الآن .. فلا أنا غيرتُ مني .. ولا أنا بقوةٍ وُجدت ..

آه … بدأتُ بقراءة كتابٍ ممتاز اسمه السماح بالرحيل ..

يقول الكتاب اعترف بالمشاعر السلبية دون مقاومة .. تقبلها واجعلها تمر من أمامك .. فأول خطوات التخلص من الشيء هو التوقف عن مقاومته ..

لهذا أتقبل ضعفي وبلاهتي وسذاجتي وقلة حيلتي ، وقلة تركيزي .. أتقبل الكيلوات الجديدة في جسدي .. أتقبل شعري .. أتقبل كل شيء

الآن .. سأعود للقراءة ..

أنيري يا ٢٠٢٠ .. أحتاج طريقًا