لا أستطيع أن أخرج حلم اليوم من عقلي..

كانت أحداثه في بيتنا القديم، لماذا يستمر هذا البيت بزيارتي؟

رأيتها مصابةٌ بمرض السل ، عاشت بيننا أيامها الأخيرة

كانت ملامحها تشبه ملامح الأطفال ، بذات الشعر القصير الناعم ، والبشرة البيضاء النقية .. تبدو غير مدركةٍ لهذا البلاء الذي أصابها .. عادت أختي إلى السعودية لتقضي معها هي الأخرى آخر أيامها ..

أتذكر جيدًا لسعة الحزن التي أصابتي ، كان شعورًا لا يشبه أي شعور .. غصةٌ في القلب لا تتوقف ولا لدقيقةٍ واحدة ..

بدت الحياة رخيصة، باهتة ، ولا شيء في هذه الدنيا يستحق العيش .. كان شعورًا مقيتًا.

هل مجددًا أعطاني الله أمنيتي؟ أذكر أنني بالأمس وبشكلٍ عابرٍ كعادتي، كنتُ أتسائل عن شعور الفقد (الموت) ، كنت أظن أنني قادرةٌ على تجاوز كل المشاعر إلا شعور الفقد

ونعم رغم أنه كان حلمًا، ورغم أن الألم في الواقع سيكون مضاعفًا ولكنني أحسستُ بهذا الشعور .. ونعم سوف لن أستطيع تجاوزه إذا ما هذبت روحي قبل أن يحدث ..

هل هذه رسالةٌ لي أن أبدأ بقراءة ذلك الكتاب (السماح بالرحيل)

ربما ..

انتهى ..

عودةً للواقع .. هنا ، والآن .. على سريري .. استيقظتُ لتوي .. وقد حان الوقت للتفائل! .. أحد أجمل العادات التي تبنيتها في هذه السنة الجديدة هو “السؤال القوي” الذي أسأله لنفسي كل يوم عندما أستيقظ لذلك سأسأل نفسي مجددًا “ما هو الحدث/الخبر الذي سيسعدتي اليوم” ؟

أنت أمني ..

أستودع الله أمي

قلبها وشعورها ..

أستودع الله روحها ..

ياربي طمئن قلبها ..

أستودع الله حبيبتي ب .. الرقيقة كشجرةٍ هشةٍ لم تثبت بعد

ياربي قويّ قلبها ، وأسعدها بقدر ما ذاقت من الخوف .. واحفظها من سوء هذا العالم ..

ياربي طمئن عائلتي ، شقيهم وسعيدهم ..

تائهم وقويهم..

ليعم السلام أرواحهم المتعبة .. آمين

تنهيدة سعادةٍ طويييلة

حبيبي أنت ..

تستمر المعجزات، وتوافق على طلبي

هاتفتني على عجالة

– هلا أبوي حبيبي

– هلا ماما

– آسفة ما زرتك من زمان..

– ماشي

– وأوعدك بزورك قريب

– ماشي

ثم حدثته بطلبي كما ألهمني ربي في حينها ..

صمت قليلًا..

– ماشي ! .. بس لا تنسين اتفاقاتنا

– أبشر ، أكيد!

آمنتُ بالله! هل هذا أبي؟ ملك الثبات و الآراء الصلبة؟ مين يصدق أن الذي وافق عليه الآن هو ذاته الأمر الذي كان يرفضه فيما مضى و بشكلٍ قاطع ، حتى أنه لم يكن مطروحًا للنقاش ..

أبي بقوته، وهيبته ، وصلابته يريني اليوم الوجه الطيب منه ..

واو ..

شكرًا يالله لأنك جعلتها سهلةً على قلبي .. وسهلةً عليه

ومجددًا، تحدث المعجزات في حياتي ..

هل أنا اليوم الأكثر سعادةً في هذا العالم ؟

غدًا ستطلبين والدكِ الشيء الذي لم تستطيعي طلبه منه منذ سنين ، هل أنتِ مستعدة؟

– لا، لقد تركتُ كل شيءٍ للقدر ..

ليكن ما يكن ..

– متوترة؟

– نعم ، أريده أن يشعر بصوتي .. ولا أدري كيف سيكون حديثي إليه ..

بدأ الكون بإرسال اختبارات لي ، لكي يختبر صحة قراري في التخلي عن الكبرياء ..

قد كتبتُ فيما سبق أن أول خطوةٌ شجاعةٍ للتخلي عن كبريائي هو أن أطلب من أبي ما منعني كبريائي من طلبه لسنين .. كانت خطوةً مخيفة ، وكان لزامًا علي أن أمرّن نفسي كثيرًا على رفضه المحتمل .. حتى لا أُكسر .. وتستمر الحياة كما هي ..

كانت هذه الخطوة اختياريةً فيما سبق، باللحظة التي أكون فيها مستعدة ، سأتحدث ..

ولكن ، وبدون مقدمات تتشكل الظروف في حياتي بطريقةٍ تجبرني على الحديث معه، وبشكلٍ عاجل ..

هل سأنجح بهذا الاختبار؟ .. نعم سأفعل

هل سيوافق على طلبي ؟ .. محتمل، لا أعرف .. لا أظن ..

هل ستحزنين عندما يرفضكِ ؟ .. قليلًا، ليس وكأنها نهاية العالم ، عشتُ بخيرٍ بدون هذا وذاك .. ولكن مشاعري وشوقي إليه سيتجمدان لبعض الوقت ..

ولو قبل ذلك ، وقال كلمته المعتادة عندما يكون راضٍ عنكِ ” ماشي يا ماما نورة” ؟ .. سأبكي كثيرًا ، ليس فرحًا .. بل حزنًا على قلبه الرقيق البعيد عني ..

تتناقض مشاعري بحسب طريقة استجابتك ، أتلون يا أبي .. وأينما تكون المصالح أكون .. لطالما أخبرتني بهذا .. هل تذكر عندما كنتُ كثيرًا ما أغضب منك ، وأرفض أن أتحدث معك .. لأتفاجأ برسالة حوالةٍ بنكية منك على هاتفي .. ابتسم ، تراني ، وتبتسم بمكر وكأنك اكتشفت حقيقتي .. تقول لي “ولا خير في ود امرئٍ متلونٍ، إذا الريح مالت مال حيث تميل”

كنت تستخدم الأموال كوسيلةٍ للتعبير، كنتُ أفهم ذلك جيدًا ، أتفهم عدم استطاعتك أن تقول “آسف،أحبك” .. ثم يصدف أن يحل علينا يومٌ مليء بالسلام ، تريد أن تخبرني بمشاعركَ تجاهي ولكنك ضعيفٌ في الكلام الدافئ ، تذهب إلى “السوبر ماركت” تشتري لي عصيري / فاكهتي المفضلة .. تعود متحمسًا تريد أن تريني ماذا أحضرت لي .. وأنا ابنتك يا أبي .. لا أستطيع إخبارك كم أنا أحبك وأشكر لك سعيك وكل ما أحضرته لأجلي ، أقول على استحياء “الله يخليك لي” ..

ربما كان خيرًا تذكري لهذه الذكريات اللطيفة ، ستُهدأ من غضبي عندما ترفضني بالغد ..

يالله، اكتب لي الخير حيثما كان ثم ارضني به.

وأنا راضيةٌ ياربي لحياتي هذه .. ومطمئنةٌ بقدرٍ لم أكنه من قبل .. وقد بدأتُ أرى عجائب قدرتك في كل مكان .. و أؤمن تمام الإيمان أن ما تختاره لي بحكمتك هو الأفضل دائمًا لحياتي ..

الثالث من يناير

هذا اليوم ابتدأ بطريقةٍ مميزة، يقرر مشرف العيادة الحكومية السيد نايف وبعد الحديث معه تقديم جميع مواعيدي

كما أنه عرض عليّ خدماته في تقديم الأعذار الحكومية ..

أتذكر دعوتي في المطر عندما سألتك أن تسخر لي الطيب من خلقك ..

أنت تسمعني جيدًا يالله ..

اليوم الثاني من الكونسيرتا ..

لا صداع ، ولا آلام جسدية ..

اتفقتُ مع نفسي ألا أقرأ عن هذا الدواء أبدًا في الانترنت ، ولكنني لم ألتزم بهذا الاتفاق

قرأتُ بالأمس أنه يُصرف أحيانًا لحالات الاكتئاب ، هل هذا سر الشخصية المبتهجة بالأمس ؟

ربما حتى اليوم ، فقد لاحظتُ اليوم أن التأتأة وتناول الحروف والحديث السريع عادوا إليّ .. هذه الأشياء تأتي تبعًا مع شخصية الحمل الحقيقي خاصتي والمجبول على السعادة والمرح

هذا مخيف، ومؤسف ..

يخيفني أن يتسبب لي هذا الدواء بالإدمان (رغم نفي الكثيرين لذلك بما فيهم السيد الطبيب)

ويؤسفني أن أكون عرضةً للاكتئاب ، هل ابتهاجي -وبفضل الكونسيرتا- إشارةٌ على اكتئابي في الأيام الخالية منه ؟ لستُ كذلك ، يُستحال ل ل .. و لا أريد أن أصدق ..

يجب أن تكتمل التجربة حتى أواجه نفسي وأختبر هذه الفرضية ..

أدرك أنني ملكةٌ الوساوس والأفكار ، وقادرةٌ على تصديق كل شيء .. ولم يكن لزامًا بالمرة أن أقرأ تجارب الآخرين على الانترنت ، ولكن يفوز عنادي كالعادة.

لم يتملكني ذاتُ الابتهاج الذي حل عليّ بالأمس ، ولكن كان مزاجي متزنًا ، كنتُ أشعر بالرضى والاطمئنان ، وذاتُ المشاعر الطيبة التي لا أمتلك قدرةً على وصفها عادت ..

تركيز ؟ حضور ذهن ؟ ليس بعد ..

حتى أنني بدأتُ أشكُ ببعض الآثار العكسية التي حصلت لي منذ أن بدأت تناول هذا الدواء

في اليوم الأول نسيتُ هاتفي على طاولة اللوبي وعند مغادرتي بنصف ساعة اكتشفتُ فقداني له

اليوم ، كنتُ في غرفة الانتظار في العيادة لوحدي ، تأتي “النيرس” ترجوني باحترام الانتقال لغرفة انتظار السيدات “اميزنق نورة”

في الحقيقة ما يحصل لي ليست آثارًا عكسية، هذه أنا التي أعرفها :d ، وأتقبلها أيضًا

بقدر ما تزعجني وتربكني شخصيتي “عديمة التركيز” بقدر ما أحبها ، هي دائمًا تذكرني بعفويتي وسذاجتي .. تحررني من هيبة الأخطاء والمواقف .. تسمح لي بالتجربة ، والتهور ، تحررني قليلًا من الخوف لأنني لا أستطيع أن أحسب حسابًا لكل شي (كما يفعل الأشخاص ذوي التركيز) ، كما أنها تحرر ذاكرتي من كل شخصٍ أو حدثٍ لا يستحقان أن يظلا فيه .. لهذا أنا أتقبل هذه الشخصية .. ولكن ليس بقدرٍ يسمح لي ببقائها في حياتي .. ربما لو كنتُ عصفورًا أو بطلةً في فلم كوتوني لرحبتُ بها .. ولكن لهذا العالم الواقعي قوانينٌ مختلفة ..

أتفائل كثيرًا و بفضل السيد كونسيرتا أن هذه الشخصية ستكون من الماضي ، قريبًا جدًا.

بالأمس كنتُ أقرأ حظي المتوقع للعام الجديد

تخبرنا السيدة رشا مراد أن سفرةً مميزة ستحل على مواليد برج الحمل بعد منتصف شهر مارس .. يبشرني أحدهم اليوم أنه قد تم ترشيح اسمي من بين عددٍ كبيرٍ من رواد الأعمال لرحلة عملٍ إلى بعض الدول في أوروبا ، تقتضي هذه الرحلة دراسة الفرص الاقتصادية الممكنة بين الدولتين ، معاد هذه الرحلة سيكون في بداية إبريل.. إبريل هو شهر ميلادي -وهذا ما يجعلها رحلةً مميزة” كما أن إبريل هو الشهر الذي يلي مارس .. بذلك يتطابق وقتها مع الوقت الذي أخبرتنا به السيدة رشا.

عدتُ سعيدةً إلى المنزل ، بشرّتُ أمي ، وكعادتها تتجاهل نجاحاتي التي لا تعجبها ، ضحكتُ قليلًا ، يعجبني أنني بدأتُ أفهمها وأتقبل ردات فعلها .. تجاهلت فرحتي ، حتى أنها لم تجعلني أكمل حديثي للنهاية وانتقلت قصدًا للحديث عن موضوع آخر .. قاطعتها بابتسامة “اوكي لا تسمعين السالفة بس كنت بعلمك إن بنتك مو سهلة” أخفت ابتسامتها خلف تعابيرٍ جامدة و بطريقتها في حب التملك قالت “بنتي مو سهلة عندي مو بعيد عني”

هذا النوع من المحادثات كان يصنع فيما مضى خصامًا يمتد لزمنٍ غير معلوم.. ولكنه الآن وبفضل الله قبل كل شيء بات محادثةً لطيفةً هادئةً كغيرها ..

في مشوار السلام الداخلي ، أود أن أعترف بخجلٍ وقوة أنني أشعر بالغيرة منبعض الناجحين

لاسيما أولئك الذين نجحوا بدون جهدٍ يُذكر ..

قد تبتهج لي الحياة عندما أتصالح مع تركيزي المشتت ، ولأن الحياة يلزمها قراراتٌ شجاعة .. بدأتُ اليوم بتناول أول جرعةٍ من الكونسيرتا، لم أكن أود أن أخبر أهلي بذلك ولكنهم علموا بمحض الصدفة “لا أؤمن بالصدفة” وقد كان موقفهم سلبيًا كما كنت أظن

لم أقرأ الوصفة الطبية المرفقة لأن الأعراض المكتوبة ستدخلني في وساوس أنا في غنى عنها ..

يطمئنني الطبيب “لا شيء مخيف ، ستفقدين الشهية .. لا شيء أكثر ، بقية الأعراض تحدث لفئةٍ نادرةٍ من الأشخاص” هل كنتُ أحدهم ؟

في الظهر ، وفي اجتماع عمل ، وبينما كنا نتحدث ونعمل في ذات الوقت .. وبدون مقدمات ، آلمتني عضلة قلبي ، أغمضتُ عيني ، وشددتُ على أسناني ، ابتسمت ابتسامةً بلهاء لكي يبدو كل شيءٍ طبيعيًا .. ارتبكتُ قليلًا ، مالذي يحصل ؟ وكيف سأتصرف ؟ خمنتُ حدوث أي شيءٍ لجسدي سوا أن يؤلمني قلبي في الوقت الخطأ والمكان الخطأ ..

لم يلبث طويلًا حتى غادرني هذا الألم ، والحمدلله ألفًا .. في منتصف العصر بدأ الصداع يهاجم رأسي .. وقد كان عرضًا طبيعيًا متوقعًا ..

هل الموضوع يستحق هذه المخاطرة ؟ أظنه يستحق

هل سيكون الحل بهذه البساطة ؟ ربما .. في هذه الحياة ما يستحق التجربة ..

الآن نحن في الساعة الثالثة فجرًا ولكنني لا أستطيع النوم ، أبدو يقظةً نشيطة .. يؤكد لي الطبيب عدم تناول الجرعة بعد منتصف اليوم حتى لا يظل مفعولها عند وقت النوم بذلك يظل الإنسان في حالة تركيزٍ عالية تفقده المقدرة على النوم

لا أدري ما الذي يحصل لي ، فقد تناولتها صباحًا كما أوصاني طبيبي .. ولكنني لم أنم بعد ..

النتيجة ؟ بالتأكيد لن ألحظ تقدمًا كبيرًا في البداية ، لاسيما أن الطبيب وصف لي جرعةً متوسطة التركيز “مخصصة للأطفال” كبداية ، ثم سينقلني تدريجًا للجرعات الخاصة بالبالغين ..

بعد الساعة السادسة بدأتُ أشعر أن شيئًا ما بدأ يتغير ، ذهنٌ صافٍ ؟ لا

تركيز ؟ لا ..

ولكنني أستشعر قدرتي في تذكر أحداث اليوم بشكلٍ مفصل و بكل سهولة ..

أشعر بأشياء أخرى لا أستطيع التعبير عنها ..

كما أنني كنتُ أتحدثُ كثيرًا ، وبشخصية الحمل الحقيقية خاصتي التي تبدو مبتهجة ، متحمسة ، تبدو وكأنها في مسرحيةٍ فنية ، تحرك يديها كثيرًا ، وتتحدث بصوتٍ عالٍ ، بكل النغمات الصوتية ، ولديها ألفُ تعبيرٍ في ملامحها في الدقيقة الواحدة ! ..

غضبت أختي مني عندما كنا اليوم في “الكوفي” .. “نورة أهدى من كذا ! الكل يناظر”

أفتقد هذه الشخصية المتحمسة للحياة ، لم تظهر منذ زمن .. لهذا لم أستمع إلى أختي ، بل أكملتُ حديثي دون اكتراث .. ومن يريد أن ينظر بسخريةٍ إليّ فليفعل .

ما يثير تساؤلي هل للكونسيرتا دورٌ فيما حصل .. لا أدري

إن كانت الأيام القادمة وبفضل الكونسيرتا ستحمل لي ذات المشاعر التي لا أستطيع وصفها ، وستزيد من حضوري الذهني .. وقوة تركيزي .. فيجب أن

أستعد !

لأنني على وشك أن أصبح المرأة الحديدية

أمنيات عابرة

أدركتُ مؤخرًا أن ربي يستمع إلى رغباتي الصغيرة والتي لا آخذها محمل الجد عندما أطلقها .. ولكنها تحدث ..

أذكر أنني ومنذ زمن رأيتُ أحد المشاهير يتحدث وتمنيتُ لو قابلته ، كانت أمنيةً لحظية نسيتها في حينها ولكن ربي لم ينساها ، بل و حققها لي

وقد تكرر ذلك مع عددٍ من الأشخاص

كنتُ فيما مضى مهووسةٌ بالدراما الكورية/ ثم لاحقًا التركية ، وقد أغرمتُ بقصصهم

تستطيع تمييز الدراما الكورية من طريقة تعارف الأبطال الذي يبدأ بسوء فهم ، تعجبني هذه الطريقة في التعارف .. الصراع أولًا!

“مجددًا روحي تختار الصراع” :d !

بالتأكيد لم تعد تعجبني هذه الطريقة الآن ، لم تعد تمثلني .. ولكن يبدو أن هذه الرغبة لا تزال عالقةً في داخلي .. وقد حققها الله لي ..

أحد الأمنيات العابرة والتي لم أحسب لها حساب ، أن يجد أحدهم مدونتي ويكفيني عناء وقتٍ طويلٍ من شرح نفسي ، أن يفهم روحي المخبأة ، أن يعرف أشياءي المخجلة .. وقد أعطاني الله أمنيتي .. حتى أنني أريد أن أبكي ، في حين أنني استأصلتُ كل الجذور المؤدية إليها يجدها أحدهم بطريقته ، آمنتُ بالله !

كيف تشعرين ؟

الكثير من التضارب .. الكثير جدًا ..

الطفل الذي كان يرغب بهذه الأمنيات سعيدٌ بالتأكيد، أما أنا بوعيي “المتعِب” لم أتقبل هذه الأشياء ..

هل وجب أن أبدأ بمراجعة أمنياتي ؟ صغيرها قبل كبيرها ؟ عابرها قبل الجاد منها ؟

ثم شكرًا يالله، لأنك تستمع لي جيدًا ..

أدرك أن ما حصل لي هو رسالةٌ منك لي ، لكي أتوقف عن الهزلِ معك … لأنك ستستمع لكل شيء .. وتحقق كل شيء ..

كريمٍ أنت ياربي

أنا آسفة

ساعدني يالله ..

اليوم ، في بيتنا القديم

زارتني في غرفتي وزغةٌ كبيرة بحجم كفي مرتين

كانت تحوم حول سريري ، وممتلكاتي .. بكيتُ كثيرًا ..

ورجوتُ الجميع يقتلها ..

فشل الجميع في ذلك .. رصدتُ جائزةً لأي شخصٍ من عائلتي يتمكن من قتلها ..

هجرتُ غرفتي ..

يأتيني بعد أيام ، ضاحكًا مستبشرًا .. فعلها .. قتلها !

بكيتُ مجددًا بكاءًا سعيدًا ..

كان منامًا مخيفًا، انهاه أخي بخير ..

أخي الذي مر على خصامنا بضع شهور .. يعود بطلًا منقذًا في أحلامي ..

ما الذي حل في ٢٠١٨ ؟

نغادر قريبًا هذا العام ، أحببتُ أن أسترجع أبرز أحداثه

على مستوى الأمان ، هذا العام كان مثاليًا جدًا

لقد مر عامٌ أو يزيد بدونه ، وهذا خبرٌ مليءٌ بالفقد ولكنه مليءٌ بالسلام كذلك ! ..

وإذا ما حضر السلام ، حضرت معه الخيرات .. لم أذكر أن شيئًا ما أخافني هذا العام .. كنتُ مطمئنةً منذ بدأ حتى انتهى “إذا ما استثنينا حادثة الأعرابي” ..

الحمدلله أبدًا ..

في الصورة أعلاه احتفلتُ مع صديقةٍ لي في ليلة رأس السنة ، أذكر أنها كانت حفلةً خاصة تلقت صديقتي فرصةً لدعوةِ فتاةً واحدة معها ، ورغم كثيرة صداقاتها اختارتني أنا ، كنتُ سعيدةً جدًا كانت ليلةً صاخبةً جميلة .. وتجربةً أود عيشها مجددًا في ليلة ٢٠١٩

استفتحتُ يناير ٢٠١٨ برحلتي الأولى إلى دبي ، كانت صاخبةً ومليئةً بالأضواء والمشاهير .. وقفتُ على مسرحٍ يتجاوز حضوره أربعة آلاف شخص .. ومن هناك بدأتُ خصامًا جديدًا مع أمي ..

هذه السنة كانت سنة مدٍ وجزر ، بيني وبينها .. ولأول مرةٍ في حياتي نتخاصم لأكثر من شهر .. هل كانت سنة التمرد ؟

في ٢٠١٨ وبشكلٍ حرفي لم يعد يخيفني شيء، لهذا بدأتُ أعيش حقيقتي التي لم تتقبلها في البداية .. وهذا سبب خصامنا المتواصل ، كانت أيامًا لاسعة .. عندما قررت ألا تتحدث معي لشهرٍ أو يزيد .. هل كانت تلك الأيام هي الأكثر حزنًا في ٢٠١٨ ؟

علمتُ في تلك الأيام أنها مصدر طاقتي الأول ، لأن الحياة بدت بخصامها باهتة ، كئيبة ، وعلى غير العادة .. بدأتُ آنذاك أفكر بطريقةٍ لقطع هذا المصدر بدلًا من حل هذه المشكلة .. كان تفكيرًا منطقيًا سليماً يُمكّنني من الاستمرار قويةً حتى بعد فقدها “بعد عمرٍ طويل”

انتصف هذا العام وقد انتهى خصامنا وعدنا أحبابًا كالسكر ، قبلتني على حقيقتي وهذه أحد أكبر النعم التي حلت بعد منتصف ٢٠١٨ ، ومنذ ذلك الحين عشتُ حياتي كما أريد .. “كما أريد بشكلٍ حرفي”

صحيح أن ٢٠١٨ انتهى وأنا لم أنجح بقطع المصدر الطاقي الذي يربطني بها ، ولكنني سأحاول فعل ذلك في السنة الجديدة ..

في ٢٠١٨ كانت النقلة في عملي من مكتبي الأول لمكتبي الجديد ، هذه النقلة كانت سببًا في توسع مداركي ، وزيادة علاقاتي ..

أكملتُ ثمانية أشهرٍ في بادر ، لم تكن أيامًا سعيدةً بقدر ما كانت أيامًا مليئةً بالعمل ..

طاقتي التحملية في ازدياد ، لم أكن أستطيع العمل لما يزيد عن ١٠ ساعاتٍ متواصلة .. ولكن هذه السنة هذبتني .. أستطيع العمل كثيرًا ، بدون توقف ..

أهدافي لهذا العام كانت أربعة ، بدأتُ السنة بهدفين وكان لزامًا أن أدرج هدفين آخرين ..

لم ينجح هدف “الحصول على رخصة قيادة” وقد كان أمرًا خارجًا عن إرادتي بنسبة ١٠٠٪؜ ، وسينتقل تبعًا للسنة الجديدة ..

هدف الحصول على السلام الروحي لا يُقاس كما أنه يُستحال تحقيقه بنسبة كبيرة .. السلام الروحي شيءٍ لا يتحقق دفعةً واحدة ولمرةٍ واحدة .. ولكنني اجتهدت ، حصلتُ في هذه السنة على دورتين تدريبيتين مكثفتين (سول ديتوكس، الوعي الطفولي) وقد طبقتُ كل التمارين التي تضمنتها الدورتين .. أشعر أنني في تحسن ، بدأتُ أكثر صراحةً مع نفسي ، وبالتالي أكثر تصالح مع نفسي .. بدأتُ أرى جوانب لم أكن أراها من قبل ، بدت روحي كبستانٍ لا ينتهي ، لمد البصر .. لم أزر كل زاويةٍ فيه ولم ألمس كل شجرةٍ هناك ، في هذه السنة بدأتُ أتعرف على تلك الأماكن التي لم يسبق لي زيارتها في روحي ، كما أنني وجدتُ كثيرًا من الأشجار السامة والأشواك وقد نجحتُ باقتطاع بعضها ، بدأت أشعر أن الطريق بدأ يقل ضبابيةً (ولكنه لا يزال) .. لذلك سينتقل تبعًا للسنة الجديدة

السلام الروحي هو الهدف الذي لا يُمكن أن يُزال أو ينتهي في أي سنةٍ من سنوات حياتي ..

هدف تحسين اللغة الإنجليزية/الأعمال ، تحقق بنسبةٍ كبيرة .. استعنتُ خلال هذه السنة بتطبيق “كامبلي” لمدة ستة أشهر كان التزامًا مملًا ، انتقلتُ بعده إلى أخذ جلساتٍ شخصيةٍ مع صديقٍ أمريكي متخصص في الأعمال .. ولأنني لم أنتهي بعد ، فإنه سينتقل تبعًا للسنة الجديدة ..

الهدف الأكبر ، عملي .. وهو هدفٌ كالسلام الداخلي سيستمر معي كل سنة .. ولا يمكن قياسه .. تحسن عملي في جوانب كثيرة ، كما أنه لم يتحسن في جوانب كثيرة .. هذا الهدف كان يأخذ من يومي أكثر من نصفه ، اجتهدتُ كثيرًا (كثيرًا) بشأنه … ولا أزال .. وبفضله علمتُ أنني “مدمنة عمل” .. حتى في أيام الإجازة الأسبوعية أحزن عندما تمر

الساعات بدون إنجازٍ ما .

لقد كنتُ النقيض من هذا في أيام الثانوية ، كنتُ أحلم أن أكون منجزة ، لهذا سميتُ مدونتي almngzh ، إيمانًا مني بتأثير التوكيدات الإيجابية ، حتى أن لقبي أصبح آنذاك “المنجزة نون” ، صديقاتي أصبحوا يعرفونني بهذا الاسم ، وحساباتي في المنتديات كانت بهذا الاسم الذي لا يستطيع أحدٌ فهمه من المرة الأولى .. هل عملت التوكيدات دورها ؟ بالتأكيد ، عملت دورها وأكثر ..

حصلتُ هذه السنة على أول استثمارٍ لمتجري ، من مستثمرٍ ملائكي ، ملائكيٍ اسمًا ومعنى !

٢٠١٨ اجتماعيًا ، لا يوجد تطورات جديرةٌ بالذكر .. أنهيتُ كثيرًا من الصداقات ، اكتسبتُ بالمقابل على علاقاتٍ جديدة .. وعلى مستوى العائلة تدهورت علاقتي بأخي الأصغر ، أكملنا ثلاثة أشهرٍ بدون أن نتحدث ، وليس خبرًا حزينًا بالمرة لأن هذا يريحني من كثيرٍ من النقاشات السقيمة التي كانت معه ، أشتاق إليه ولكن الله يساعدني في تجميد مشاعري اتجاهه ، لهذا لم أشعر يومًا أن خصامنا آذى مشاعري بشكلٍ كبير .. أختي الصغيرة حبيبتي .. هذه السنة هي السنة التي بدت علاقتي بها قويةً جدًا كما لم تكن من قبل ، لم نعد نتخاصم أبدًا ، بدت مرآتي وصديقتي ، وهي الشخص الذي أخبره بأحداثِ يومي .. أحبها وأشعر أن حبي لها يزداد كل يوم .. أخي الأكبر ، يقرر تحسين علاقته معي وهذه أحد بشائر الربع الأخير من هذه السنة ، أنزل الله على قلبه الهداية (ربما) ولهذا قرر أن يعيد المياه إلى مجاريها .. ربما عادت بالنسبة له ، بالنسبة لي لم أستطع أن أعيدها كما كانت ، ولكنني أحاول جاهدةً كل يوم .. أخي المميز عاد هذه السنة من مصر .. أخي لعب دورًا كبيرًا في حياتي سلبًا وإيجابًا وكان له نصيبُ الأسد في مدونتي(كتاباتي) وأفكاري وكوابيسي وآلامي ، ولكنه عاد هذه السنة ليريني أجمل وجه له .. عاد أخًا تتمنى ملايين الفتيات مثله ..

أختي الكبيرة قررت هذه السنة العمل في قريةٍ بعيدةٍ عن الرياض ، لم أستطع تقبل اختيارها .. أخفقتُ في ذلك .. وتبعًا لاختيارها فقد تباعدنا كثيرًا هذه السنة

صديقتي بدور في منتصف ديسمبر ٢٠١٨ انتقلت للحياة في الرياض ، ابتهجتُ كثيرًا .. وحلّ المطر على قلبي .. أشعر أنني سأقضي سنةً مميزةً معها ..

أما بقية الأشخاص من حولي لم يتغيروا كانوا رائعين كعادتهم في كل سنة ..

أختي (مرشدتي) لا تزال البوصلة في حياتي ، و كعادتها كل سنة تحتل المركز الأول في نعم الله عليّ

٢٠١٨ صحيًا ، التزمتُ في الرياضة حتى منتصف السنة ، ثم بدا أن الوقت لا يكفي لأنني استبدلتُ ساعات الرياضة الأسبوعية بالعمل.. كما أنني بدأتُ أشعر بالضجر من جهازي المنزلي ، وأستصعب فكرة الذهاب إلى النادي ، بدوت بين بين ، حتى الرقص الشرقي المفضل لدي لم يعد له وقت ،

كيف تضيق بي الساعات يالله ؟

غذائي لم يكن متدهورًا ولم يكن مثاليًا ، كان يميل للصحة ، أصبحتُ نباتيةً في آخر ثلاثة أشهر من ٢٠١٨ ، لمستُ النتائج منذ أول أسبوع لهذا أخطط أن أستمر في هذا الطريق ، بدأتُ الدخول في عالم المنتجات الخالية من الجلوتين ، بدأ جسدي ينسجم مع هذا العالم ..

٢٠١٨ ثقافيًا ، كانت الأسوء . توقفتُ عن القراءة .. لم يعد لها مكانٌ في يومي .. وهذا شيءٍ مؤسفٌ للغاية ، لمستُ أثره على لساني ، على كتاباتي ، على طريقة تفكيري … يجب أن أعود و حالًا

٢٠١٨ مع الله .. قلّت علاقتي المادية بالله ، ولكنها تحسنت كثيرًا روحيًا .. أشعر دائمًا أن الله معي يحبني ، يحميني ، يختار لي أحسن الأقدار .. زاد استشعاري للأذكار اليومية .. زاد حرصي على ذكر الله على لساني .. لا أزال بحاجةٍ لتطوير هذه العلاقة أكثر ..

٢٠١٨ وقناعاتي ، هذه السنة غيرتُ فيها قناعاتٍ كثيرة ، كنتُ متجددة وأتبنى وأتخلص من كثيرٍ من القناعات .. هذا يعجبني ويطورني ..

تزعزعت كثيرٌ من قناعاتي عن الإسلام ، بدأتُ أشعرُ بواجبي تجاه نفسي أن أبدأ رحلة البحث عن إجاباتٍ لروحي .. وهذا لا ينفي احتمالية أن يكون الإسلام هو الدين الذي يتناسب معي ولكنني أشعر أنه قد وصلني بطريقةٍ محرفة !

أكبر القناعات التي تبنيتها في ٢٠١٨ هي القناعات التي لها علاقةٌ بالفطرة والطبيعة البشرية ، فمثلًا لم يعد يقنعني تأطير العلاقات الجنسية بالزواج ، لم يعد يقنعني وجوب ذبح الحيوانات مرةً كل سنة ، لم تعد تقنعني أحقية الرجل في التعدد .. لم تعد تقنعني الكثير من الأحكام الجائرة في حق المرأة …

هل سأبحث عن إجابات ؟ هذا ما يجب أن يحدث وبشكلٍ جادٍ ومستعجل ، ولكن طاقتي وروحي لم يأخذان الموضوع بهذا الشكل الجاد لذلك أشعر أن رحلة البحث عن إجابات لن تبدأ في ٢٠١٩

كانت ٢٠١٨ بالنسبة لي في مجملها سنةً طيبة ، وحملت الكثير من الخير والتجارب التي طورت من شخصيتي ..

أشعر أنني حاولتُ استغلال ساعاتي في هذه السنة بقدر ما أستطيع ، حتى في الدقائق والساعات التي أقضيها في الطريق ، كانت مُستغلةً بالاستغفار والحوقلة ضمن برنامج التزمتُ به منذ ثمانية أشهر .. اجتهدتُ بقدر ما أستطيع .. وقد كان طبيعيًا ألا يبدو كل شيءٍ مثاليًا .. فثمن الحصول على شيء هو خسارةُ شيءٍ آخر ..

أديتي جيدًا يا نورة. يسعدني أنكِ صغيرةٌ على هذا الالتزام ولكنكِ تسابقين الزمن ..

هذا الاجتهاد ستحصدين ثماره يومًا ما ..