
نغادر قريبًا هذا العام ، أحببتُ أن أسترجع أبرز أحداثه
على مستوى الأمان ، هذا العام كان مثاليًا جدًا
لقد مر عامٌ أو يزيد بدونه ، وهذا خبرٌ مليءٌ بالفقد ولكنه مليءٌ بالسلام كذلك ! ..
وإذا ما حضر السلام ، حضرت معه الخيرات .. لم أذكر أن شيئًا ما أخافني هذا العام .. كنتُ مطمئنةً منذ بدأ حتى انتهى “إذا ما استثنينا حادثة الأعرابي” ..
الحمدلله أبدًا ..
في الصورة أعلاه احتفلتُ مع صديقةٍ لي في ليلة رأس السنة ، أذكر أنها كانت حفلةً خاصة تلقت صديقتي فرصةً لدعوةِ فتاةً واحدة معها ، ورغم كثيرة صداقاتها اختارتني أنا ، كنتُ سعيدةً جدًا كانت ليلةً صاخبةً جميلة .. وتجربةً أود عيشها مجددًا في ليلة ٢٠١٩
استفتحتُ يناير ٢٠١٨ برحلتي الأولى إلى دبي ، كانت صاخبةً ومليئةً بالأضواء والمشاهير .. وقفتُ على مسرحٍ يتجاوز حضوره أربعة آلاف شخص .. ومن هناك بدأتُ خصامًا جديدًا مع أمي ..
هذه السنة كانت سنة مدٍ وجزر ، بيني وبينها .. ولأول مرةٍ في حياتي نتخاصم لأكثر من شهر .. هل كانت سنة التمرد ؟
في ٢٠١٨ وبشكلٍ حرفي لم يعد يخيفني شيء، لهذا بدأتُ أعيش حقيقتي التي لم تتقبلها في البداية .. وهذا سبب خصامنا المتواصل ، كانت أيامًا لاسعة .. عندما قررت ألا تتحدث معي لشهرٍ أو يزيد .. هل كانت تلك الأيام هي الأكثر حزنًا في ٢٠١٨ ؟
علمتُ في تلك الأيام أنها مصدر طاقتي الأول ، لأن الحياة بدت بخصامها باهتة ، كئيبة ، وعلى غير العادة .. بدأتُ آنذاك أفكر بطريقةٍ لقطع هذا المصدر بدلًا من حل هذه المشكلة .. كان تفكيرًا منطقيًا سليماً يُمكّنني من الاستمرار قويةً حتى بعد فقدها “بعد عمرٍ طويل”
انتصف هذا العام وقد انتهى خصامنا وعدنا أحبابًا كالسكر ، قبلتني على حقيقتي وهذه أحد أكبر النعم التي حلت بعد منتصف ٢٠١٨ ، ومنذ ذلك الحين عشتُ حياتي كما أريد .. “كما أريد بشكلٍ حرفي”
صحيح أن ٢٠١٨ انتهى وأنا لم أنجح بقطع المصدر الطاقي الذي يربطني بها ، ولكنني سأحاول فعل ذلك في السنة الجديدة ..
في ٢٠١٨ كانت النقلة في عملي من مكتبي الأول لمكتبي الجديد ، هذه النقلة كانت سببًا في توسع مداركي ، وزيادة علاقاتي ..
أكملتُ ثمانية أشهرٍ في بادر ، لم تكن أيامًا سعيدةً بقدر ما كانت أيامًا مليئةً بالعمل ..
طاقتي التحملية في ازدياد ، لم أكن أستطيع العمل لما يزيد عن ١٠ ساعاتٍ متواصلة .. ولكن هذه السنة هذبتني .. أستطيع العمل كثيرًا ، بدون توقف ..
أهدافي لهذا العام كانت أربعة ، بدأتُ السنة بهدفين وكان لزامًا أن أدرج هدفين آخرين ..
لم ينجح هدف “الحصول على رخصة قيادة” وقد كان أمرًا خارجًا عن إرادتي بنسبة ١٠٠٪ ، وسينتقل تبعًا للسنة الجديدة ..
هدف الحصول على السلام الروحي لا يُقاس كما أنه يُستحال تحقيقه بنسبة كبيرة .. السلام الروحي شيءٍ لا يتحقق دفعةً واحدة ولمرةٍ واحدة .. ولكنني اجتهدت ، حصلتُ في هذه السنة على دورتين تدريبيتين مكثفتين (سول ديتوكس، الوعي الطفولي) وقد طبقتُ كل التمارين التي تضمنتها الدورتين .. أشعر أنني في تحسن ، بدأتُ أكثر صراحةً مع نفسي ، وبالتالي أكثر تصالح مع نفسي .. بدأتُ أرى جوانب لم أكن أراها من قبل ، بدت روحي كبستانٍ لا ينتهي ، لمد البصر .. لم أزر كل زاويةٍ فيه ولم ألمس كل شجرةٍ هناك ، في هذه السنة بدأتُ أتعرف على تلك الأماكن التي لم يسبق لي زيارتها في روحي ، كما أنني وجدتُ كثيرًا من الأشجار السامة والأشواك وقد نجحتُ باقتطاع بعضها ، بدأت أشعر أن الطريق بدأ يقل ضبابيةً (ولكنه لا يزال) .. لذلك سينتقل تبعًا للسنة الجديدة
السلام الروحي هو الهدف الذي لا يُمكن أن يُزال أو ينتهي في أي سنةٍ من سنوات حياتي ..
هدف تحسين اللغة الإنجليزية/الأعمال ، تحقق بنسبةٍ كبيرة .. استعنتُ خلال هذه السنة بتطبيق “كامبلي” لمدة ستة أشهر كان التزامًا مملًا ، انتقلتُ بعده إلى أخذ جلساتٍ شخصيةٍ مع صديقٍ أمريكي متخصص في الأعمال .. ولأنني لم أنتهي بعد ، فإنه سينتقل تبعًا للسنة الجديدة ..
الهدف الأكبر ، عملي .. وهو هدفٌ كالسلام الداخلي سيستمر معي كل سنة .. ولا يمكن قياسه .. تحسن عملي في جوانب كثيرة ، كما أنه لم يتحسن في جوانب كثيرة .. هذا الهدف كان يأخذ من يومي أكثر من نصفه ، اجتهدتُ كثيرًا (كثيرًا) بشأنه … ولا أزال .. وبفضله علمتُ أنني “مدمنة عمل” .. حتى في أيام الإجازة الأسبوعية أحزن عندما تمر
الساعات بدون إنجازٍ ما .
لقد كنتُ النقيض من هذا في أيام الثانوية ، كنتُ أحلم أن أكون منجزة ، لهذا سميتُ مدونتي almngzh ، إيمانًا مني بتأثير التوكيدات الإيجابية ، حتى أن لقبي أصبح آنذاك “المنجزة نون” ، صديقاتي أصبحوا يعرفونني بهذا الاسم ، وحساباتي في المنتديات كانت بهذا الاسم الذي لا يستطيع أحدٌ فهمه من المرة الأولى .. هل عملت التوكيدات دورها ؟ بالتأكيد ، عملت دورها وأكثر ..
حصلتُ هذه السنة على أول استثمارٍ لمتجري ، من مستثمرٍ ملائكي ، ملائكيٍ اسمًا ومعنى !
٢٠١٨ اجتماعيًا ، لا يوجد تطورات جديرةٌ بالذكر .. أنهيتُ كثيرًا من الصداقات ، اكتسبتُ بالمقابل على علاقاتٍ جديدة .. وعلى مستوى العائلة تدهورت علاقتي بأخي الأصغر ، أكملنا ثلاثة أشهرٍ بدون أن نتحدث ، وليس خبرًا حزينًا بالمرة لأن هذا يريحني من كثيرٍ من النقاشات السقيمة التي كانت معه ، أشتاق إليه ولكن الله يساعدني في تجميد مشاعري اتجاهه ، لهذا لم أشعر يومًا أن خصامنا آذى مشاعري بشكلٍ كبير .. أختي الصغيرة حبيبتي .. هذه السنة هي السنة التي بدت علاقتي بها قويةً جدًا كما لم تكن من قبل ، لم نعد نتخاصم أبدًا ، بدت مرآتي وصديقتي ، وهي الشخص الذي أخبره بأحداثِ يومي .. أحبها وأشعر أن حبي لها يزداد كل يوم .. أخي الأكبر ، يقرر تحسين علاقته معي وهذه أحد بشائر الربع الأخير من هذه السنة ، أنزل الله على قلبه الهداية (ربما) ولهذا قرر أن يعيد المياه إلى مجاريها .. ربما عادت بالنسبة له ، بالنسبة لي لم أستطع أن أعيدها كما كانت ، ولكنني أحاول جاهدةً كل يوم .. أخي المميز عاد هذه السنة من مصر .. أخي لعب دورًا كبيرًا في حياتي سلبًا وإيجابًا وكان له نصيبُ الأسد في مدونتي(كتاباتي) وأفكاري وكوابيسي وآلامي ، ولكنه عاد هذه السنة ليريني أجمل وجه له .. عاد أخًا تتمنى ملايين الفتيات مثله ..
أختي الكبيرة قررت هذه السنة العمل في قريةٍ بعيدةٍ عن الرياض ، لم أستطع تقبل اختيارها .. أخفقتُ في ذلك .. وتبعًا لاختيارها فقد تباعدنا كثيرًا هذه السنة
صديقتي بدور في منتصف ديسمبر ٢٠١٨ انتقلت للحياة في الرياض ، ابتهجتُ كثيرًا .. وحلّ المطر على قلبي .. أشعر أنني سأقضي سنةً مميزةً معها ..
أما بقية الأشخاص من حولي لم يتغيروا كانوا رائعين كعادتهم في كل سنة ..
أختي (مرشدتي) لا تزال البوصلة في حياتي ، و كعادتها كل سنة تحتل المركز الأول في نعم الله عليّ
٢٠١٨ صحيًا ، التزمتُ في الرياضة حتى منتصف السنة ، ثم بدا أن الوقت لا يكفي لأنني استبدلتُ ساعات الرياضة الأسبوعية بالعمل.. كما أنني بدأتُ أشعر بالضجر من جهازي المنزلي ، وأستصعب فكرة الذهاب إلى النادي ، بدوت بين بين ، حتى الرقص الشرقي المفضل لدي لم يعد له وقت ،
كيف تضيق بي الساعات يالله ؟
غذائي لم يكن متدهورًا ولم يكن مثاليًا ، كان يميل للصحة ، أصبحتُ نباتيةً في آخر ثلاثة أشهر من ٢٠١٨ ، لمستُ النتائج منذ أول أسبوع لهذا أخطط أن أستمر في هذا الطريق ، بدأتُ الدخول في عالم المنتجات الخالية من الجلوتين ، بدأ جسدي ينسجم مع هذا العالم ..
٢٠١٨ ثقافيًا ، كانت الأسوء . توقفتُ عن القراءة .. لم يعد لها مكانٌ في يومي .. وهذا شيءٍ مؤسفٌ للغاية ، لمستُ أثره على لساني ، على كتاباتي ، على طريقة تفكيري … يجب أن أعود و حالًا
٢٠١٨ مع الله .. قلّت علاقتي المادية بالله ، ولكنها تحسنت كثيرًا روحيًا .. أشعر دائمًا أن الله معي يحبني ، يحميني ، يختار لي أحسن الأقدار .. زاد استشعاري للأذكار اليومية .. زاد حرصي على ذكر الله على لساني .. لا أزال بحاجةٍ لتطوير هذه العلاقة أكثر ..
٢٠١٨ وقناعاتي ، هذه السنة غيرتُ فيها قناعاتٍ كثيرة ، كنتُ متجددة وأتبنى وأتخلص من كثيرٍ من القناعات .. هذا يعجبني ويطورني ..
تزعزعت كثيرٌ من قناعاتي عن الإسلام ، بدأتُ أشعرُ بواجبي تجاه نفسي أن أبدأ رحلة البحث عن إجاباتٍ لروحي .. وهذا لا ينفي احتمالية أن يكون الإسلام هو الدين الذي يتناسب معي ولكنني أشعر أنه قد وصلني بطريقةٍ محرفة !
أكبر القناعات التي تبنيتها في ٢٠١٨ هي القناعات التي لها علاقةٌ بالفطرة والطبيعة البشرية ، فمثلًا لم يعد يقنعني تأطير العلاقات الجنسية بالزواج ، لم يعد يقنعني وجوب ذبح الحيوانات مرةً كل سنة ، لم تعد تقنعني أحقية الرجل في التعدد .. لم تعد تقنعني الكثير من الأحكام الجائرة في حق المرأة …
هل سأبحث عن إجابات ؟ هذا ما يجب أن يحدث وبشكلٍ جادٍ ومستعجل ، ولكن طاقتي وروحي لم يأخذان الموضوع بهذا الشكل الجاد لذلك أشعر أن رحلة البحث عن إجابات لن تبدأ في ٢٠١٩
كانت ٢٠١٨ بالنسبة لي في مجملها سنةً طيبة ، وحملت الكثير من الخير والتجارب التي طورت من شخصيتي ..
أشعر أنني حاولتُ استغلال ساعاتي في هذه السنة بقدر ما أستطيع ، حتى في الدقائق والساعات التي أقضيها في الطريق ، كانت مُستغلةً بالاستغفار والحوقلة ضمن برنامج التزمتُ به منذ ثمانية أشهر .. اجتهدتُ بقدر ما أستطيع .. وقد كان طبيعيًا ألا يبدو كل شيءٍ مثاليًا .. فثمن الحصول على شيء هو خسارةُ شيءٍ آخر ..
أديتي جيدًا يا نورة. يسعدني أنكِ صغيرةٌ على هذا الالتزام ولكنكِ تسابقين الزمن ..
هذا الاجتهاد ستحصدين ثماره يومًا ما ..