خاص وسري

وأخيرًا تم تشخيصي وبات لازمًا أن أعترف بوجود الـ ADD في مرحلته المتوسطة

شعوري ؟ أشعر أنني ناقصة عن أقراني

يخبرني الدكتور أن عمر الـ ٢٤ سنة هو العمر الذي تكون فيه وظائف الدماغ في أقوى حالاتها ، ثم تسائل سؤالاً توكيديًا أحزنني ، يقول : إذا كانت وظائف الدماغ لديك ضعيفة الآن فما الذي ستكون عليه في عمر الثلاثين والأربعين !!

دائمًا ما كنتُ أتجاهل شعور النقص لأنني لم أعترف بوجود المرض أصلًا ، وكثيرًا ما يسخر مني أهلي وبشكلٍ شبه يومي بقولهم (فاهيه/مفهيه) كنايةً عن قلة تركيزي ، اعتدتُ أن أضحك أنا وهم على كل موقفٍ يسخرون مني فيه لأنني (وهم) كنا نظن أن الذي يصيبني هو حالةٌ عادية سببها قلة تركيزي الناتج عن إهمالي ..

أعتذر لنفسي عن كل مرةٍ سخرتُ فيها من نفسي ، غضبتُ من قلة تركيزي وتشتت انتباهي .. آسفة.

التالي؟ لا ينصحني الدكتور بتناول الدواء ، يرى أنني صغيرةٌ على دخول الكيميائيات السامة إلى جسدي ، أعطاني خطةً عمليةً من الصعب الالتزام بها وأخبرني بأن حالتي ستتحسن بعد ٣ أشهر من ممارسة هذه التمارين

تشتمل الخطة على ممارسة لعبة السودوكو بشكل دوري ، تناول السالمون واوميقا٣ ، تقليل استخدام الأجهزة ، النوم والاستيقاظ في وقت محدد وثابت ، وغيرها من الطلبات المرهقة .

بشأني؟ لن أتوقف عند هذا التشخيص، سأعمل اختبار تحليل المعادن في الجسم كما أنني سأزور مراكز تشخيصٍ أخرى لأستنير أكثر .

تخبرني أختي بثلاث حقائق عن مرحلتي،

الإيقو،العار،الحدّة ..

طريق نقاء الروح مازال بعيدًا ..

وهذا خبرٌ حزينٌ جاء في الوقت الصحيح متوافقًا بذلك مع الأحداث التي حلت بيومي ولم تعجبني..

نورٌ في طريقي ياربي… الكثير من النور

بشأن صحتي.

تتهمني أختي بالجنون في الوقت الذي نويتُ فيه بدأ تناول حبوبٍ منشطةٍ للدماغ والتي من المحتمل أن تتسبب بالإدمان

ربما جاء الوقت الذي أعترف فيه بأنني أعاني من ADD ، كل شيءٍ سيتضح غدًا ، بعد إجراء اختبار التركيز ..

القرار الذي سأتخذه حيال هذه المشكلة سأكون مسؤولةً عنه تمامًا، لذا وجب علي البحث كثيرًا لحل هذه المشكلة

أنا حزينة، صحتي ليست جيدة ..

تكرر عليّ اليوم ولثالث مرةٍ على التوالي ضيق تنفس ، بدون سبب ، بدون مقدمات .. أفقد وعيي لثواني قليلة ثم يعود كل شيءٍ كما كان ، سوا أنني أستيقظ من هذه الإغماءة وأنا أبكي ..

ترجّح أختي الأخرى أن نقص الحديد قد يكون سببًا لما حصل لي ، لاسيما أنني أصبحتُ نباتيةً منذ شهرين أو يزيد ولم أكن حريصةً بالمقابل على تناول الخضار الورقية التي تعوض نقص الحديد في جسدي

لا أحب أن أضعف طالما أنني لستُ وحيدةً في هذه الحياة ، ولا أحب أن يحمل همي الآخرون ، ولا وقت لديّ لكي آخذ مشكلتي هذه محمل الجد ، ولكنني يجب أن أفعل

وبعيدًا عن صحتي ، وبشأن الأعراض الانسحابية

فأقول لكِ تقبلي الموجات التي تحل على حياتك فكل شيءٍ مصيره السكون ..

وجب عليّ أن أبني حياةً تستحق عنائي ، أرجو ألا أكون من الذين تغيرهم مصائبهم ، أريد أن أختار تعلم دروس الحياة بحب ولا أدري عن حقيقةتمكني من فعل ذلك ..

أتم طفلي عامه الأول على استحياء ، أظنني قاسيةً حتى عليه .. لم تشغلني كثيرًا فكرة الاحتفال به ، شكرًا للذي أراد أن يحتفل معي بهذه المناسبة .. شكرًا كثيرًا

أحاول أن أجرّد عقلي أحيانًا من فكرة التصنيفات / الحكم على الآخرين

هذا لا ينجح ، ف عقلي يطلب مني “بالقوة” تصنيفًا لكل شخص أقابله .

التقاني مدير قسم الرحلات الداخلية صدفةً وأنا أسير، وأراد إرشادي ، وقرر بالعنوة تقديم ضيافةٍ لي .. هو لا يعرفني بشكلٍ شخصي ، رآني أسير، توجه إلي ، ثم عرض مساعدةً لم أطلبها ، ولا أدري هل أستاء لهذه المواقف أم أمتن لها .. عقلي يصنفه في مكانٍ سلبي ، أما المتنور الذي بداخلي يقول اركبي الموجة وعيشي اللحظة ولا تفكري كثيرًا .

هذا مزعج..

بدور ، وليد .. جربتُ معهم الحياة الآمنة ، المحبة ، بفضلهم آمنتُ أن حياةً كهذه من الممكن أن تُعاش .. عانت حبيبتي بدور كثيرًا ، ولكنها صنعت الحياة التي تريد .

الاستقلالية مسؤولية متعبة حتى آخر قطرة ، اشتريتُ لأمي هدية ثقيلة وقررت حملها بيدي ، مع حقيبتي الثقيلة .. لا أدري لم لم يرشدني عقلي آنذاك بشحن الحقيبة بدلًا من حملها ، أحسستُ بالدوار، واحمرّت يداي .. لاسيما أنني في الفترة الشهرية التي لا تسمح لي بحمل الأثقال ، أعتذر لجسدي عما حصل

نمتُ قليلًا في الطائرة ، استيقظتُ بتعبٍ مضاعف، تمنيتُ لوهلة أن تتوقف الحياة فلا طاقة لدي للحركة والعودة إلى المنزل، كان شعورًا مقيتًا..

إلى طريق الاستقلالية أحتاج جسدًا قويًا. وصحةً أفضل ، هذا من حق نفسي عليّ وهذا ما سأفعله

في طريقي نحو التطور اكتشفتُ حقيقةً جديدةً عني ، يخجلني الحديث عنها ولكنني وأخيرًا I catch it

كانت تعبث لوحدها في عقلي الباطن وتسيّر الأمور بطريقتها الخاصة ، استطعتُ منذ يومين القبض عليها بين فضاء الأفكار واكتشافي لها يعني اعترافي بوجودها ، والإدراك نصف الحل ..

التالي؟ لا أعرف .. ربما تقبلي هذه الصفة (بالتزامن مع إداركي) يجعلها تختفي تدريجًا، من الممكن أن أدرجها أيضًا في الحديث في جلسات “الكوتشنق”

ومجددًا، التقيتُ بمشهورٍ جديد ، أكثر قيمةً وعمقًا من سابقه .. بسهولةٍ هكذا رتب الله لقائنا .. كنتُ قد التقيته اليوم في ملتقى خاص بالأعمال ، لم أستطع لقائه والتعرف عليه فقد كان يسير منشغلًا على عجالة ، ثم لم نلبث إلا ساعاتٍ قليلة حتى التقيته مجددًا في المطار عائدًا إلى الرياض على نفس رحلتي ، تعرفتُ عليه بالتأكيد وتبادلنا الحديث والأرقام .

كل ما حولي يوحي بالتطور ، سوا أهم شيءٍ ، لا أدري ما القصة وما السر وعقلي مرهقٌ هذه اللحظة ولا يستطيع البحث عن إجابات

قد كنتُ تحدثتُ فيما مضى عن التقدم الذي يحصل في حياتي ، وهذا أحدها ..

ما كان بالأمس مستحيلًا، أصبح حقيقة .

توقعتُ أن أحصل على “اكسترا” حماس بهذه المناسبة ، ولكن كل شيءٍ ساكن .

هذا مالا أحبه في الأحلام ، انتظرها لسنين وعندما تتحقق تبدو باهتة، عادية !

الحمدلله على كل خير ، ما أدركه على وجه اليقين أن بصلاح الداخل يصلح الخارج .. أو لنقل أن صلاح الخارج مؤشرٌ لصلاح الداخل ، ربما هذا ما أسعدني في كل الحكاية ..

أما بشأن أمي ؟ لا أدري كيف أرد لها الجميل ..

*إلى جدة / ٧:٣٠ صباحًا

الأشواق

عدتُ بالأمس إلى الرياض، لوحدي .. وعند دخولي من الباب

سمعتُ أمي من بعيد ، بصوتٍ عالٍ مبتهج تقول : “أهلا وسهلا”

توجهتُ إليها وهي جالسةٌ على أريكتها ، ولكنها لم تتحمل أن تنتظرني لكي أصل إليها بل قامت وسارت نحوي ، احضنتني وقد ملأت الدموع عينيها .. قالت “والله لك فقدة”

ربما يبدو هذا مشهدًا عاديًا للآخرين ، ولكنه بالنسبة لي مشهدٌ من النادر أن يتكرر .. أمي و أعرفها ، ورثتُ منها الكبرياء .. ولا تحب (لا تستطيع) التعبير عن مشاعرها أو إظهار الاهتمام ..

أخواني المتزوجين اعتادوا مكالمتها يوميًا للسلام عليها وقد يصدف أن يحل ظرفٌ بأحدهم يمنعه من التواصل معها ، تبدأ أمي بالقلق الداخلي ، بالحزن والخوف .. كل شيءٍ تفعله إلا المبادرة بمكالمته والاطمئنان عليه ..

لذا ابتهاجها ، دمعة عينيها ، وسيرها نحوي لاحتضاني .. هذه الأشياء ذكرتني مجددًا بمكانتي في قلبها ..

في منتصف اليوم عادت أختي الصغيرة إلى البيت ، وأختي بطبيعة الحال من نفس العائلة فهي الأخرى متحفظة ، ولها نصيبٌ من كبرياء هذه العائلة .. أختي بشكلٍ خاص لا تحب الأحضان ، وتضجر كثيرًا منها ..

عندما رأتني ركضت نحوي، رأيتُ ضحكة عينيها ، احضتنتها كثيرًا ولم تمانع بل هي من بادر بهذا ..

سعيدةٌ بما حصل .. علمتُ اليوم مدى حبهما لي