عمتي أنتِ سيئة، وقد قلتِ لي اليوم كلامًا آذاني

ولربما كنتُ أو (من على شاكلتي) أعلى منكِ منزلةً عند الله..

لقد أسأتي لمشاعري التي أحصنها دائمًا من كل أذى، واخترقتي حقي في ذاتية الاختيار وهو حقٌ كفله الله لي ..

ولأنكِ عمتي، فقد كنتُ مهذبةً معكِ، وابتسمتُ حتى النهاية.

بالتأكيد بين فكري وفكرك كواكبٌ وسنواتٌ ضوئية لهذا لا أنتظر أن يأتي اليوم الذي تتغيرين فيه ، ولكن أرجو أن يريكِ الله الإجابات علىأرض الواقع.

في مسيرتي الجادة نحو تحسين حياتي

قررتُ حجز موعدٍ مع “لايف كوتش” اخترتُ هذه المرة أن يكون رجلًا ، وأن يكون لقاءًا على أرض الواقع “اوف لاين”

قلتُ لربما يمتلك الرجال أسلوبًا مختلفًا في التفكير ، لربما يكون هو “اللايف كوتش” خاصتي الذي سيرافقني في سنوات حياتي القادمة والذي بات مؤخرًا أحد أهدافي في الحياة ، وهو أن أجد “لايف كوتش” مستمر ، تتطلب علاقتي الطويلة والمتعمقة معه أن يكون ظلي ، وعقلي الثاني ، وأن يكون دائمًا على فهمٍ لتصرفاتي وطريقةِ تفكيري ، والأهم أنه سيستطيع قياس تقدمي في هذه الحياة ..

ليس محببًا لي أن أتنقل كل مرةٍ عند “لايف كوتش” مختلف ، وفي كل مرة أعيد سرد قصة حياتي في وقتٍ ضيق ، ثم تنتهي علاقتي بهذا المرشد ..

لم يكن هو ما أطمح له ، ولكن بالتأكيد لم تكن تجربةً خاسرة فقط خرجتُ معه بنظرةٍ عمليةٍ عن فهم (اختيارات الحياة)

سألني ، أين ستذهبين بعد نهاية هذه الجلسة؟ قلتُ، للبيت .. قال هل هناك أي خيارات أخرى ، قلتُ ربما أتوقف عند الصيدلية قليلًا، قال هل هناك أي خياراتٍ أخرى ، قلتُ لأ !

قال ، هذا غير صحيح، فإنتِ تمتلكين ملايين الخيارات .. وخلف كل خيار آلاف “السيناريوهات” المحتملة ، بإمكانك الخروج من هنا إلى “السبا”، أو إلى الصالون، أو إلى منزل صديقتك ، أو إلى السوق ، أو إلى النادي ، الخ الخ الخ

فمن بين ملايين الخيارات أنتِ اخترتي أن تذهبي إلى المنزل .. انتهى كلامه

إيماني بمسألة الاختيارات سيوقف أي شماعة أضعها تجاه أحد ، سيجعلني شخصًا مسؤولًا كما أنه هذا سيسهم في ارتفاع مستوى إدراكي وتوسع أفقي … لقد أحببتُ حديثه هذا ، جدًا

هل قلتُ يومًا أني لا أحبك؟ هذا كذبٌ وافتراء.

أدركتُ اليوم أنني لا أزال أحبك، حتى أنه يجن جنوني خوفًا عليك..

أدركتُ هذه الليلة أنني أحبك ، عندما لم أستطع أن أنام ، ظللتُ أفكر بك .. وبدمعتك ، وبانكسارك ، وبحسرتك ، وبقلبكَ الذي يحترق .. استقبتُ الأحداث قبل أن تحصل ، أربكني هذا المشهد الذي سيحدث ، وليته لا يحدث ، يقول لي “بطل القصة” بتهكم : “طلعتي خوافة أجل”!! نعم، أخاف عليه.. أخاف من الأذى الذي سيلحقه ، أخاف على قلبه ، أخاف أن تكسره كلماتك فيتمنى الموت ، فيهبه الله مراده .. أخاف على الحاضرين آنذاك ، أخاف على قلوبهم من رؤية حدثٍ سيفطر قلوبهم ، أخاف على “طفلتي” ، أريد أن أحمي قلبها ، أخاف على نفسي (وقد نسيتُ نفسي) لأنني سأحتاج أن أُشفى بعد ذلك اليوم الذي لم يأتِ بعد .. كلما قطعتُ شوطًا في شفاء روحي ، تجدد الطريق !

لهذا ، نعم أخاف… وأرجوك ألا تفعلها ..

يبدو مصرًا ، كالجبال لن يتزحزح ، سيفعلها …

يقول بلا مبالاة : “ما يهمني أحد، ضاعت مني سنين كثيرة”

كلاكما تؤلمان قلبي ، هذه القصة الشائكة في حياتي .. جميع أبطالها مهزومون ، فلا تدري مع أي فريقٍ تقف.. وإن قررت أن تقف في المنتصف فكن على استعدادٍ للبكاء يمينًا،والبكاء شمالًا.

سألني : “أنتِ متزوجة؟”

وقدُ قلتُ فيما مضى أن نصف الحل إدراك المشكلة .. ولأنني انلسعتُ بما يكفي

قلتُ بأدب : “مابي أجاوبك”

شكرًا نورة لأنكِ سريعةُ التعلم من تجارب الحياة ، أخبرتكِ أن كل لسعةٍ تمرين بها تحمل خلفها الكثير من الخبرة والحكمة ..

وشكرًا أخرى لأنك هذه المرة لم تسمحي للطرف الآخر أن يخترق خصوصيتكِ دون إذنٍ منك ..

شكرًا لأنكِ تقدرين نفسكِ وتحترمينها جيدًا ، كان أدائي اليوم مع هذا الصديق الجديد بالتأكيد ليس مثاليًا ولكنه أفضلُ من ذي قبل .

عقلي مشوش .. أدركت اليوم حقائق جديدة

أولها : أدركتُ نقطةً ضعف جديدة في شخصيتي وقد كانت سببًا جزئًيا فيما حصل لي قبل يومين مع المدير الكبير وهي ببساطة أنني لا أحب كسرالخواطر ولو كان على حسابي ، وقد لاحظت ذلك على مواقف كثيرةٍ في حياتي ، هذه بشرى سعيدة .. فإدراك المشكلة نصف الحل ..

يصعبّ علي قول (لا) أو جرح أحدهم ، أفكر كثيرًا في مشاعر الطرف الآخر قبل أن أقول (لا) لذلك أجد أنني كثيرًا ما أتجنب قولها ..

ثانيها : أدركتُ شيئًا كان السبب الأساسي في تشويش عقلي لهذا اليوم .. وهي حقيقةٌ عن فتاتين طفلتين، لا أحب ذكر تفاصيلها هنا ..

كيف كان يومي؟ اليوم هو اليوم الوطني السعودي، كانت الطرق مزدحمةً للغاية، وقد بدأت الفعاليات منذ ثلاثة أيام .. حضرتُ خلالها ثلاث فعالياتٍ ضخمة نظمتها هيئة الترفيه .. لم يحز شيءّ منها على إعجابي .. آخرها كان اليوم ، ومن قبل أن أدخل إلى الفعالية قررتُ مغادرة المكان ، هذه الثلاث أماكن كانت تشترك بأنها عبارة عن “فود تركز وشويا فعاليات” ، وبالمناسبة الشخصية الانتقادية التي أملكها هذه لا تعجبني .. (أبدًا) تجعل مني شخصًا صعب الإرضاء ، الجانب المشرق من هذه الشخصية أنني أستطيعُ وببراعة أن أدير شيئًا ما باحترافية لأنني لن أرضى بأي شيء ، دائمًا أبحث عن الأحسن ، لهذا كثيرًا ما يتبع هذه الانتقادات أفكارٌ داخليةٌ للتحسين ، لو ، لو ، لو ..

لهذا وجدتُ نفسي فيما مضى “بياعة أفكار” ..

وعلى ذكر الانتقاد فأنا ابنة أبي ، وبجدارة .. أبي يحتل المركز الأولى في قائمة الأشخاص صعبي الإرضاء ، أذكر أنني عندما كنتُ أبشرّه بشهادات نجاحي في المدرسة بنسبة ٩٨٪؜ ، لم أذكر أنه ابتهج يومًا لهذه النسبة المشرفة ، بل كان يطمح دائمًا أن (لو) كنتُ أفضل

ربما هذه الطريقة الصعبة التي رباني أبي عليها هي ما جعلتني دائمًا أريد الأفضل ، من كل شيء ، كثيرة الانتقاد لكل شيء ، كما أنني لا أتقبل الفرح بالنجاحات الصغيرة ، ولا أعترف بها ..

بعض صديقاتي يرونني هذه الأيام شخصًا ناجحًا، لأنني بدأتُ العمل في مشروعي الخاص وتخطيتُ رهبةَ البدايات ، أنا كنورة لا أرى هذا نجاحًا ، بل حتى أنني أخجل من صديقاتي عندما يشدن بي عند أحدهم بصفتي سيدة أعمال ناجحة.. لا زال الطريق أمامي

وبما أن التدوينة هذه بدأت بشكلٍ سلبي، فلنجعلها تستمر على هذا المنهاج .

أفكارٌ كالوحدة / العائلة / الاتحاد / الجماعة ، باتت تزعجني ، وقد كان سلم قيمي فيما مضى تترأسه قيمة العائلة وكنتُ ممن يتبنى قول (نموت وتبقى العائلة) بالتأكيد لم يعد الأمر يمثلني هذه الأيام (بالرغم من عشقي لبعض أفراد عائلتي) لكنني علقت ، علقت في المنتصف فلا هذه القيمة تعنيني ولم أضع قيمةً أخرى بديلة ، أشعرُ بفراغٍ مؤقت يستلزم مني ساعة خلوة ، بيني وبيني ..

ما يزيد الأمر صعوبةً أنني لم أتقبل بعد إقصاء عائلتي من سلم قيمي، لا يزال جزءٌ مني يريد أن تظل عائلتي في مكانها ، أما أنا ، نورة الجديدة .. فكل المعطيات لا تسمح لي بوضعهم في الأعلى ، فالإضافةٍ إلى الفراغ الذي يملؤني ، هنالك صراعٌ مزعج ، حُسمَ بشكلٍ ظاهري ولكن داخلي لم ينه القضية بعد .

أشعر أن من عدل الله أن يفرحني بقدر ما عانيته ، ولا أدري هل هذه الفكرةُ عن الله سليمةٌ أم لا ، فإذا افترضنا صحتها فهذا يعني أن كلَ إنسانٍ قد عاش حياةً هانئةً بالمرة فهناك شرٌ ينتظره ، أما من عاش طفولةً مؤلمة فسوف يفتح الله له أبواب الخير عندما يكبر ..

أظن هذه أكثر الأفكار المطمئنة عن عدل الله ، وإلا كيف سأتقبل أن الله كتب شقاءً أبديًا لشخص، أو نعيمًا أبديًا لشخص .. سأتسائل حينها عن عدل الله ..

الحمدلله أنني ما قضيتُ حياةً هنية ، فوفقًا للفكرة أعلاه ، هناك الكثير من الخير بانتظاري!

حالةٌ مستقرةٌ في العمل، يرافقها نجاح وتحسن ملحوظ

ستحصل على مكافأة مالية كبيرة..

ستتفق مع حبيبك على الارتباط في منتصف الشهر ، سيرفض أهلك هذا الارتباط ، عاملهم بدبلوماسية وسيوافقون في نهاية الشهر

رقم الحظ : 9

هذه توقعات برج الحمل لشهر اكتوبر من ماغي فرح ، لنرى ما الذي سيحصل ..

نحن نتعلم ونطور لأجل تحسين تجربة الحياة ، ولكن المواقف التي تحصل لنا بشكل مفاجئ تُربك العقل ، وتنسف كل الأشياء التي تعلمتها في لحظة ..

اليوم أختار أن أسمي ما حصل لي عبارةٌ عن : تحرشٍ لفظي

من مديرٍ كبيرٍ في أحد الوزارات ، كان -كغيره- لطيفًا وحريصًا على مساعدتي بحدود العمل ، ولكن مكالمة اليوم قلبت الموازين تمامًا، قبل خمسة أيام وفي إحدى مهاتفاتي معه طلب مني -دون مبرر- أن أتوقع عن مناداته بالأستاذ(مسلسل كويتي) ، واليوم اتضح لي السبب ..

كان طلبه غير المبرر تلميحًا مبدئيًا لنواياه ، ولكن نيتي الحسنة كانت حاضرة ، ولم أظن “ظن السوء” تجاه طلبه ، لاسيما أن علاقاتنا كانت رسميةً ، وفي إطار العمل .

اليوم ودونما مبرر ، وفي نهاية مكالمة عملٍ مطولة ، أظهر لي وجهًا جديدًا لا يشبه الوجه الجاد الذي أعرفه ..

سميته (تحرشًا لفظيًا) لأنني أشعر “بالقرف” عندما أتذكر حديثه لي ..

كان مهذبًا في وقاحته، لا أدري كيف تتناغم جملةٌ متناقضةٌ كهذه ولكنني أفهم تمامًا ما أقوله ..

عشتُ دقائقَ عصيبة ، ولأن حديثه كان صادمًا وبدون مقدمات ، لم أعرف بماذا أجيب ، لم أعرف كيف تُرفض الطلبات بشكلٍ مهذب .. فالتهذيب أساسيٌ في الحديث معه لأن الكثير من المصالح في العمل تربطني معه ، لن ألوم نفسي فقد تصرفتُ بأفضل طريقةٍ من الممكن أن أتصرفها وفق إدراكي ووعيي في تلك اللحظة ، بالطبع لم يكن تصرفًا مثاليًا ولكنني بذلتُ جهدي بكل ما أستطيع ، والبركة في هذه التجارب التي تبني أركان خبراتي وتصقل شخصيتي يومًا بعد يوم ..