ساكن للغاية

كل شيء في حياتي

هاديءٌ ولطيف..

تسير الحياة كما أريد ..

يمرّ اليوم بأمانٍ تام ، لا ضغوطات ، لا تنمر ، لا مشاكل ، لا حروب

كيف أنني لا أعاني من همٍ في حياتي

سوا هم عملي.

وكيف أنني لا أعيش مسؤولة أحدٍ في هذا العالم

سوا نفسي ..

يومي لي ، و وقتي لي ، وقلبي لي !

وأنا حرةٌ منطلقة ..

هل أنا الأكثر حظًا في هذا العالم؟ هل هناك حياةٌ أجمل؟

هذه الحياة المليئةُ بالسلام ، أرجو أن تدوم ..

مثالي باحترافية

اليوم كان سعيدًا بالنسبة لي

التقيتُ مع أختي في “كوفي” والحمدلله أن لدي أختٌ مثلها ..

أحبها لمليون سنةٍ ضوئية ..

ثم خرجتُ مع صديقتي إلى “السيرك”

ثم إلى “آيهرب”

عدتُ متأخرةً إلى المنزل

ولكنها لم تغضب .. كانت راضيةً ومبتسمة

كان تصرفًا تاريخيًا وددتُ احتضانها لأجله

ولكنني صمتت وكأنه أمرٌ اعتياديّ

سوا أنني كتبتُ في قائمة النعم لهذا اليوم : شكرًا لأنها جعلته حدثًا طبيعيًا .

مستعدة .

اعترفتُ بيني وبيني فيما مضى أنني لا أتقن القيادة ، ولا أحب أن أفرض الأوامر والآراء ولا أحب أن أحسم القرار في مسألةٍ يصعب الترجيح فيها .. ولا أحب كسر الخواطر ..

جاء اعترافي هذا في وقتٍ حرج ، وهو بطبيعة الحال الوقت الذي بدأ فريقي يكبر وأصبحت مؤسستي تتكون من ثلاث سيدات

الحمدلله أنني لاحظتُ نقطة ضعفي هذه سريعًا وبدأتُ علاجها سريعًا .. وأشعرُ بالسعادة من نفسي ومن إيماني بأن العلم بالتعلم ..

عالم جرائم

التقيتُ اليوم بعالم جرائم

رغم أن الحديث معه لم يكن مريحًا ولكنني أشفقتُ عليه ..

مهنته آلت به أن ينفصل عن زوجته ، ويعتزل المجتمع

كل يومٍ يستيقظ على بؤسٍ جديد ..

يتواصل مع أدنى مستويات البشر ، ويزور أرذل الأماكن

مريضٌ نفسيٌ هلوست به مهنته ..

أخبرني قبل أن يغادرني :

– لا تثقي بصديقاتك

– احتفظي بسركِ لوحدك

– ولا تزوري الأماكن المختلطة

سألني بعد ساعةٍ من حديثه ..

هل استمتعتِ بالحديث معي ؟

– لا

بدا لي أنه لم يكترث بـالـ (لا) خاصتي .. يبدو متجمدًا صلبًا .. يتمحور حول ذاته ولا يهتم بأحدٍ في هذا العالم سوا الأشرار الذين يلتقيهم كل يوم .

إيد ڤايبز.

انقضى ثاني أيام العيد ..

في هذين اليومين ، حصلت كثيرٌ من الأحداث السعيدة .. آخرها عندما أخبرني صديقي للتو “سبحان من زرع محبتك في قلبي”

أحب المحبة التي لم أجتهد بالحصول عليها ، فقد كنتُ أنا أنا وأحبني لذاتي ، أقدرُ جدًا هذا النوع من الحُب ..

وعلى سيرة الكلام اللطيف الذي يغمرني به المحبون ، أخبرتني أختي في سهرتنا الليلة في عيد أخوالي “تقطرين أنوثة” .

أحبها أختي ، وأحب طريقتها في انتقاء العبارات الإيجابية ..

أما بشأن والدي فقد أهدى كل واحدٍ منا ألفَ ريال ، هديته أحزنتني .. وأثارت كثيرًا من الأحاسيس التي أخمدها -قصدًا- كل يوم .

لم أعد أرغب بالكتابة أكثر. هذا كل مالدي اليوم ..

يوم حلو ..

كان يومًا زاخرًا ، وَ .. جميييييييل

جربتُ لأول مرةٍ في حياتي أن أكون مرشدةً سياحية للرياض الحبيبة..

صديقتي من جدة زارتني .. هذه المرة الأولى في حياتي والتي يتعنى بها شخصٌ ما زيارتي أنا لذاتي …

قدرّتُ لها ما صنعت ، وبكلُ حبٍ قضيتُ معها اليوم بأكمله ..

زرنا فيها أحد عشر معلمًا من معالم العاصمة ..

وكانت إحداها مكتبي في (حاضنة بادر)

صديقتي بدور ، من الأشخاص الذين ترددتُ كثيرًا في قبول صداقتهم .. ولكنني أحمدُ الله ألفًا لأنه حصل وأصبحت صديقتي

لطالما شعرتُ بعدم الرغبة في الحصول على أصدقاءَ جدد ، ولكنني أنسب لها جزءًا من الفضل في تغير هذه المشاعر ..

لأن صداقتي بها جددتني وحسنت مني الشيء الكثير .. وبفضلها عرفتُ وجهاً ذهبيًا للصداقة ..

وبفضلها أيضًا أدركتُ أنني لم أصادق بعد (الأشخاص الصح) .. وربما لأجل هذا فقدتُ رغبتي في صنع علاقاتٍ جديدة

أنا سعيدةٌ اليوم ، ومليئةٌ بالحماس …

وما أكمل بهجتي هو مباركتها (السيدة) التي لم أعتد عليها

عدتُ عند الساعةِ الثالثة والنصف بعد منتصف الليل ، جاءت إليّ .. واستمعت لحديثي وكيف قضينا اليوم ، و (بشغف) !!

لقد كان بكائي آنذاك مجديًا، الحمدلله أني بكيت ..

لم تكن الأخطاء مسموحةً فيما مضى

عندما كبرتُ لاحظتُ أنني أقسو على نفسي وأجبرها على أن تكون دائمًا في المسار الصحيح ..

كان “جلدُ الذات” حاضرًا في كل خلوة أخلو بها مع نفسي ..

أتذكر جيدًا طفولتي ، كنتُ أخاف أن أخطيء لأن كثيرًا من التوبيخ ينهال عليّ حينها ..

حتى أنني أدّعي فهمي لمادة الرياضيات -رغم صعوبتها- خوفًا من أن يتكفل (هو) بشرحها لي ، لأنه سيحاول تفهيمي مرة واحدة ، ثم سيغضب إن أجبتُ إجابةً خاطئةً على أي سؤال يسألني إياه ..

وكان غضبه يخيفني ..

لم أستوعب أنني كبرتُ وتبرمجتُ على هذا النظام القاسي ، وبدأتُ أمارسه على نفسي ..

الآن أنا أكثرٌ عطفًا على نفسي والآخرين .. أخطيء وأنحرف عن مسار الصواب أحيانًا ولكن لا بأس ..

لم نُخلق هكذا لامعين ، لقد خلقنا لنعيش حياةً كاملة ، حياةً مليئة بالتجارب الصائبة والخاطئة ..

أرواحنا لن ترتقي إن لم نخطيء ونرتكب الحماقة ..

ما فقدته فيما مضىأعطيه الآن، وبجدارة!

لقد عادت إلى مجاريها الحياة ..

ظننتُ أن بكائي لن يفيد ، ولكنني استيقظتُ بالغد على اتصالٍ منها تخبرني فيه أن أستيقظ .

هذه المكالمة كانت إعلانًا للسلام ..

أشعرُ أنني أكثرُ راحةً وسكون ..

الحمدلله ..